تركيا بالعربي
أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن أول إجراء ستتخذه شمال شرق سوريا، بعد انتهاء عملية “نبع السلام” العسكرية، بموجب الاتفاق المبرم مع كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان رسمي نقلته وكالة “الأناضول” للأنباء، إنها ستعمل على إنشاء ممر آمن في المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها شمال شرق سوريا.
وأضافت الوزارة في بيانها: “من خلال ممر السلام الذي سيتم تأسيسه بالمنطقة، سنعمل على إعادة أخوتنا السوريين الذين هجّروا من أماكنهم، إلى منازلهم وأراضيهم بشكل آمن وطوعي”.
وشددت على أن تركيا لن تسمح مطلقًا بتشكيل ممر إرهابي عند حدودها الجنوبية، وأنها ستتصدى للعناصر الإرهابية بكل حسم وقوة، على حد وصفها.
يذكر أن وزارة الدفاع التركية، قد أعلنت فجر اليوم، عن انتهاء عملية “نبع السلام” رسميًّا في شمال سوريا، وذلك بعد توصّل الرئيسين “أردوغان، وبوتين” إلى اتفاق يتضمن تسيير دوريات روسية وتركية مشتركة في المنطقة الآمنة، بعد انسحاب مسلحي الأحزاب الكردية منها.
اقرأ أيضاً: أردوغان: الاتفاق التركي الروسي ضربة جديدة للممر الإرهابي بسوريا
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الاتفاق التركي ـ الروسي حيال الأوضاع في شمال سوريا، يعتبر ضربة جديدة للممر الإرهابي المراد تأسيسه في تلك المنطقة.
وأوضحت رئاسة دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الأربعاء، أن تصريحات أردوغان هذه جاءت خلال لقائه عددا من الصحفيين، أثناء عودته من مدينة سوتشي الروسية، الثلاثاء، عقب قمة جمعته بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح أردوغان، أن الاتفاق الذي أقر مخاوف تركيا الأمنية، أسفر عن النتائج المرجوة بالنسبة إلى أنقرة، وجاء بعد عمل دؤوب يهدف إلى إحلال الأمن والاستقرار في سوريا.
وتابع قائلا: “الاتفاق سيعزز إمكانية ضمان وحدة الأراضي السورية، وأسسنا الأرضية التي ستسهل عودة اللاجئين إلى بلادهم، وسنواصل العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
وردا على استثناء مدينة القامشلي من الدوريات المشتركة التركية ـ الروسية، قال أردوغان: “يوجد حاليا في القامشلي قوات للنظام السوري وروسيا، لذا لا يرغبون في رؤية احتمال حدوث مواجهة مع القوات التركية هناك، ونحن أيضا لا نرغب في ذلك”.
وعن خروج إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” من المنطقة الآمنة، قال أردوغان: “إن لم يتم إخراج العناصر الإرهابية من المنطقة المتفق عليها، فإننا سنستأنف عملياتنا، وهذا واضح في اتفاقنا مع الأمريكيين والروس، والرئيس بوتين كان واضحا في حديثه، وأكد عزمه على إخراجهم من المنطقة”.
وفيما يخص احتمال انخراط عناصر “ي ب ك/ بي كا كا” الارهابيين داخل جيش النظام السوري، صرح أردوغان بأن نظيره الروسي أكد له أن موسكو لن تسمح بحدوث هذا الأمر.
وعن كيفية تطهير مدينة عين العرب (كوباني) من الإرهابيين، قال أردوغان: “في الحقيقة روسيا كانت تدعو تركيا لدخول عين العرب، وعلى عكس الروس، كانت الولايات المتحدة تعارض دخولنا إلى تلك المدينة، وموقف واشنطن هذا، بدأ في عهد أوباما، وتعلمون أن إدارة أوباما أوصلت الأسلحة والذخائر إلى عين العرب عبر الطائرات، وأوباما هو المسؤول الأول عن لجوء 350 ألفا من سكان عين العرب إلى بلادنا”.
وجدد أردوغان تأكيده أن تركيا لا تعاني مشاكل مع أكراد سوريا، مبينا أن استخدام عبارة “إبعاد الأكراد عن الحدود التركية” خاطئ جدا.
وفي السياق، قال أردوغان: “قلت للروس والأمريكيين، إن استخدامكم هذه العبارة يسيء إلى إخوتنا الأكراد، نحن كتركيا ليست لدينا أي مشكلة مع الإخوة الأكراد، ما يهمنا هو مكافحة إرهابيي ي ب ك/ بي كا كا، في الشمال السوري”.
وأردف: “عندما نريد تعريف داعش، إلى أي عرق أو طائفة سننسبه؟ ففي داخل التنظيم يوجد البريطاني والألماني والفرنسي والهولندي والتركي ولو بأعداد قليلة، وعندما نبحث في وثائقنا الرسمية عن الشمال السوري، نشدد على ضرورة ذكر عبارة الإرهابيين، ونتجنب تسميتهم الأكراد، وهذا ما فعلناه في اتفاقنا مع روسيا”.
وأوضح أردوغان أن تحرير مدينتي رأس العين وتل أبيض من الإرهابيين عبر عملية “نبع السلام”، يعد مكسبا بالنسبة إلى تركيا، مبينا أن هذا المكسب لا يعني بقاء تركيا في تلك المناطق إلى الأبد.
وأضاف: “أصحاب تلك المناطق هم السوريون، نحن لسنا جيش احتلال، ونسعى إلى توفير الإمكانات اللازمة عبر عقد اجتماع المانحين الدوليين، لتأهيل المنطقة، وإتاحة الفرصة للسوريين كي يعودوا إلى ديارهم”.
وأكد أن كافة الدول التي اطلعت على المشاريع التنموية التي ترغب تركيا في إحداثها بالشمال السوري، تتهرب من المساهمة المادية لتنفيذ تلك المشاريع.
وردا على سؤال عمّا إذا كانت تركيا قد نجحت في تغيير مواقف روسيا والولايات المتحدة تجاه “ي ب ك” الإرهابي، أجاب أردوغان: “بالطبع لم يعد الأمر كالماضي، ولن يستطيعوا بعد اليوم أن يقولوا بأن ي ب ك، منفصل تماما عن بي كا كا”.
والثلاثاء، استضافت مدينة سوتشي، قمة تركية ـ روسية انتهت بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب تنظيم “ي ب ك” الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على “الممر الإرهابي”، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.