قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، إن التدخلات الأجنبية في ليبيا تعقد الأوضاع هناك.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الزعيمين الأمريكي والتركي، الخميس، بحسب ما أعلنه البيت الأبيض في بيان.
وقال البيان: “ناقش الزعيمان القضايا الثنائية والإقليمية، وأشار الرئيس ترامب إلى أن التدخلات الخارجية تعقّد الوضع في ليبيا”.
وتابع: “اتفق الزعيمان على ضرورة خفض التوتر في مدينة إدلب السورية لضمان حماية المدنيين”.
في السياق ذاته، قالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، إن الزعيمين تناولا المستجدات الإقليمية في ليبيا والعراق وسوريا.
وأكد بيان عن الرئاسة التركية، أن أردوغان أعرب لترامب عن قلقه وأسفه لاستهداف وحدات الأمن الأمريكية في العراق، وعن ارتياحه لانتهاء الأعمال التي استهدفت سفارة واشنطن في بغداد.
وأضاف أن أردوغان وترامب شددا على أهمية الدبلوماسية في حل المسائل الإقليمية، واتفقا على تعزيز التعاون بين البلدين من أجل الربح المشترك.
يشار إلى أن الاتصال الهاتفي بين الجانبين، جاء عقب مصادقة البرلمان التركي على مذكرة تفويض إرسال القوات إلى ليبيا.
وفي سياق متصل صادق البرلمان التركي في جلسة استثنائية، الخميس، على المذكرة الرئاسية بالتفويض على إرسال قوات إلى ليبيا.
ووافق البرلمان التركي بالأغلبية بواقع 325 صوتا، فيما رفض 184 نائبا مذكرة التفويض.
وعلق قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، قائلا: “إن مصادقة برلمان تركيا على مذكرة إرسال قوات إلى ليبيا، تعد خطوة مهمة لحماية مصالح البلاد في البحر المتوسط وشمال إفريقيا”.
وشدد قالن، على أن تركيا ستواصل الحفاظ على قوتها على الصعيدين الميداني والدبلوماسي.
وذيلت المذكرة بتوقيع الرئيس رجب طيب أردوغان، وتأتي بموجب طلب من حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، وبعد أن وقّع الجانبان مذكرة تفاهم أمنية وعسكرية وأخرى لترسيم الحدود البحرية، قبل نحو شهر.
وكان “الشعب الجمهوري” (140 مقعدا)، أهم أحزاب المعارضة، قد أعلن، الاثنين، أنه “ينظر بسلبية” للمذكرة، وذلك عقب استقبال زعيمه، كمال قليجدار أوغلو، وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو، الذي كان في جولة لإطلاع الأحزاب على تفاصيل الخطوة.
والأربعاء، شدد فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، على أن الهدف من تحركات بلاده في ليبيا وقبرص، يكمن في “إحباط المكائد التي تستهدفها”.
وقال أوقطاي لوكالة الأناضول: “أخاطب من يسألوننا ما شأنكم في ليبيا وقبرص؟ نحن هناك لإحباط المكائد التي تستهدفنا”.
وشدد على أن الاتفاق التركي الليبي، “يصب في مصلحة المنطقة أيضا، وهو مشروع سلام”.
وأوضح أن مذكرة التفويض حول إرسال جنود إلى ليبيا تسري لعام واحد، ويتم إرسال القوات في التوقيت وبالقدر اللازم.
وأشار إلى أن محتوى مذكرة التفويض يتيح كل شيء، بدءا من المساعدات الإنسانية وحتى الدعم العسكري.
وقال: “نأمل أن يؤدي ذلك دورا رادعا، وأن تفهم الأطراف هذه الرسالة بشكل صحيح”.
وأكد أن الحكومة التركية ستتخذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لإحباط المشاريع الموجهة ضدها، حتى وإن كانت هناك مخاطر، معربا عن أمله في حصول المذكرة على موافقة البرلمان.
وبشأن دعم المجتمع الدولي للمذكرة، قال أوقطاي، إن بلاده تواصل جهودها في تبادل وجهات النظر بخصوص ليبيا، في كل مناسبة مع أعلى المستويات من الزعماء، كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.