تركيا بالعربي
بندر بن سلطان يفجـ.ـر مفاجأة من العيار الثقيل.. معلومات تنشر لأول مرة عن حافظ وبشار الأسد وفي سياق حلقة ضمن سلسلة حوارية تلفزيونية، تحدث الأمير السعودي عن لقاء جمعه بحافظ الأسد لإقناعه بالمشاركة في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.
وسرد بندر بن سلطان تفاصيل ما جرى من حوار مع الأسد، مشيرا إلى “حارس يحمل بندقية كلاشنيكوف كان يسير جيئة وذهابا بالقرب من مكان الاجتماع المطل على البحر”.
ومضى الأمير يروي كيف أقنع حافظ الأسد بالمشاركة في مؤتمر مدريد، وتوقف بعدها عند جملة سمعها من الأسد، وصفها بأنها لا تنسى.
ونقل عن الأسد مخاطبته إياه بقوله: “اسمعني جيدا.. شايف الشاب اللي هناك؟ بعد أن نعلن أننا سنحضر اجتماعا وجها لوجه موجودة فيه إسرائيل، لا أدري هل يمكنني أن أعطيه ظهري بعد ذلك أم لا”.
وعلق رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق على الجملة بالقول: “عرفت حجم الإشكالية بالنسبة له داخليا وأمنيا وحزبيا”.
وعزا الأمير هذا الموقف إلى أنهم في سوريا “شحنوا الناس بفكرة معينة وفجأة ظهرت فرصة من دون أن تكون لديهم فرصة لإقناع المواطن بالحكمة والمصلحة العامة التي تقتضيها”.
تصريحات سابقة لبندر عن بشار الأسد
سوريا … حافظ الأسد وبشار !
ما سبب حساسية بشار الأسد المفرطة من اسم بندر بن سلطان، والحديث المكثف في إعلام النظام السوري والقنوات التابعة لإيران في لبنان والتي يديرها حزب الله عن بندر بن سلطان؟
هكذا سألت السؤال مباشرة للأمير بندر، لكن الإجابة جاءت بعكس المتوقع، وأسهب أمين عام مجلس الأمن الوطني السابق ورئيس الاستخبارات في السعودية وسفيرها في واشنطن لأكثر من ٢٢ عاماً،
ومع الإسهاب كانت التفاصيل التي تكشف عن سبب حساسية النظام السوري وحلفائه مثل حزب الله حالياً، من الأمير بندر. ضحك بسخرية بعد السؤال ثم قال :
“في هذا الوقت، في بعض الدول العربية وغير العربية، عملت بشكل مقرب، وربطتني صداقات بآباء بعض الحكام الحاليين، الملك الحسن في المغرب وابنه الملك محمد السادس، الرئيس الأميركي جورج بوش الأب وبوش الابن، أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وابنه الشيخ تميم الأمير الحالي، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت منذ أن كان وزيراً للخارجية،
وهذا السرد مرتبط ببشار الأسد. عرفت بشار من قبل أن يصبح شيئا، وأخاه باسل الذي توفي بحادث سيارة، وأعتقد أن رئيس النظام السوري لديه عقدة هي باسل حافظ الأسد، وما تزال موجودة حتى بعد وفـ.ـاته، الفرق بين حافظ الأسد وبشار الأسد كالفرق بين السماء والأرض، الأب كان رجلاً، وهذا ولد حتى الآن، الأب كان صادقاً حتى في الخلاف معه،
الولد يكذب أكثر مما يصدق، الأب كان محاطاً برجال يعتمد عليهم،
الولد محاط بأناس مثله، حافظ الأسد كان عنيداً وله قدرة على الصبر ولكن يعرف الحدود، وسأعطيك مثالاً بعد قليل، بشار عنيد، ولكن لو غرزته شـ.ـوكة لبكى. الأب يعرف متى يجـ.ـازف ويتراجع، الولد بشار لا يعرف متى يجازف ولا متى يتراجع، ومثال على ذلك الانسـ.ـحاب المذل للقوات السورية من لبنان عام 2005، رغم أن السعودية عرضت عليه قبل ذلك بأسبوع خطة توافق عليها الحكومة اللبنانية بضمانتنا، ينسحب من خلالها الجيـ.ـش السوري تدريجياً إلى البقاع، ويكون هناك تجمع لهم وبعدها بشهر يصدر طلب من رئيس الجمهورية، وشكر للرئيس السوري ويخرجون بوداعٍ رسمي وبشكل لا يكون فيه ذلة للجـ.ـيش السوري، ولكن بشار رفـ.ـض الخطة، وحدث ما حدث”.
هناك مثل شعبي يقول: “من عرفك صغير حقرك كبير”، أول مرة سمعت بشيء اسمه بشار الأسد، كان عن طريق صديق سوري لي يريدني أن أتوسط لدى الحكومة البريطانية في الثمانينيات الميلادية،
لأن هناك طبيب أعين هو ابن الرئيس حافظ الأسد يريد الحصول على دورة تخصصية في لندن، وقتها كنت أعرف حافظ الأسد، لكن لم أشاهد بشار معه إطلاقا… رغم أنني ومنذ أول رحلة لي إلى سوريا في العام 1982 تقريباً حتى وفاة حافظ الأسد، وأنا أزور سوريا مرة أو مرتين كل عام، بتكليف من الملك فهد أو في رحلة عمل، وفي آخر سنوات عملي سفيراً وكذلك حياة حافظ الأسد كثّفت زياراتي”.
تحدثت فعلا مع المسؤولين البريطانيين في موضوع طبيب العيون، وقلت لهم إن منحه الموافقة لن يضرهم، بل نصحتهم أن يتعرفوا عليه، فقد يصبح يوماً من الأيام شيئاً، من يعرف. تمت الموافقة وجاء إلى لندن، هذا الموقف قبل أن يكون شيئاً إطلاقاً”.
لأيام الأخيرة لحافظ الأسد وتغير سلوك بشار
يقول الأمير بندر عن آخر أيام حافظ الأسد، وتغير أسلوب بشار : “بعد ذلك بشهرين تقريباً، عدت مرة أخرى، ووجدت الرئيس متعباً أكثر، وطلب مني أن التقي بشار مرة ثانية، وفي هذه المرة لا اجتهادات أو آراء مباشرة، بل بدأ يستخدم ألفاظاً دبلوماسية. ثالث مرة جئنا مع الملك عبدالله، جئت إلى (مدينة) جدة من واشنطن ثم ذهبنا إلى سوريا، وبعد أن التقى بحافظ الأسد كان معنا الأمير سعود الفيصل والأمير مقرن، قال الملك عبدالله إن حال حافظ الأسد ليس على ما يرام، وقلت للملك نعم منذ العام الفائت وأخبرتكم بذلك”.
كل شيء تغير بعد وفاة حافظ الأسد، صعد بشار وأصبح رئيساً، وغير الدستور ليعمل لصالحه، ويقول الأمير بندر عن تلك اللحظات : “في العام 2000، كنت في واشنطن، وجاءنا خبر وفاة حافظ الأسد، استأذنت من الرياض لحضور العزاء وأُخبِرت بأن الملك عبدالله سيحضر، ورتبت نفسي لأصل إلى دمشق في توقيت متزامن أو قبل وصول الملك بساعة، وأجلس في الطائرة حتى تصل طائرة الملك”.
ويواصل الأمير حديثه : “في اليوم الثاني بعد وفاة حافظ، وصلت المطار، وتأخرت طائرة الملك عبدالله إذ كان في جدة في لقاء مع الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، بشأن اتفاقية الحدود، والتي وقعها في ذلك العام، وجاءني خبر من السعودية عن تأخير من 3 أو 4 ساعات لطائرة الملك”.
ويقول الأمير، عن هذا التأخير وكيف دفعه للقاء مباشر مع بشار دون موعد يستبق وصول ولي العهد السعودي آنذاك عبدالله بن عبدالعزيز : “وأنا جالس في الطائرة، قالوا لي إن العماد مناف طلاس عند الباب يريد رؤيتك، قلت له: تفضل،
فردَّ: أهلاً بندر – وكنت قد التقيته مرة واحدة، في السيارة حيث كان بشار يقودها وهو معنا، تلبية لدعوة بشار على العشاء، وكان يريد أن يطلعني أن الوضع آمن ولا توجد حراسات، لكن أين ما تلتفت تجد حراسة سرية ورشاش الكلاشنكوف في الخلف، وحين دخلنا المطعم وقف الجميع، واستغربت وقتها بكل هذا للباس المدني والرشاشات خلف ظهورهم، وكان لدى بشار فيلا ينام فيها تقع في منعطف على اليمين قبل الوصول للقصر الرئاسي – جاء مناف وقال الرئيس، قلت الرئيس! قال نعم الرئيس بشار.
وخلال وقت سفري – مسافة الطائرة – من واشنطن إلى دمشق، اجتمع حزب البعث العربي السوري وغير البنود والدستور وصوتوا عليه، وكان عمر الرئيس أقل من 40 عاماً، وأصبح بشار هو الرئيس، ووقف معه العميد مناف طلاس، وعبدالحليم خدام نائب الرئيس وقتها، واللواء غازي كنعان.”.
تفاجأ الأمير بندر كيف تم كل هذا في ساعات، ووسط المفاجأة قال له مناف طلاس : “الرئيس يريد رؤيتك”…يقول الأمير بندر : “أخبرته أنني أنتظر الملك، فقال هو يريد رؤيتك قبل رؤية الملك، وقلت لعلها خيرة وأعرف منه أمراً ما”.
ومن المطار إلى منزل الرئيس، وحين وصل الأمير وجد بشار وبدأ الحديث، يقول : “وكما يقال اذكروا محاسن موتاكم، وأثناء ذكري لمحاسن الرئيس الراحل حافظ الأسد، قاطعني بشار وقال بلهجته (ايه ايه خير)، المهم، كيف سنبدأ العمل مع الأميركيين، هل من الممكن أن تنقل لهم رسالة بأننا جاهزون… نظرت إليه وقلت له لم تدفنوا والدك حتى هذه اللحظة… أخ بشار، الملك مشغول عليك جداً، أنت متأكد؟ قال متأكد من ماذا؟ قلت له من نفسك، قال أها، تقصد الملك خائف علي، لا لا تخف… في الشهرين الماضيين، لم يعد والدي يذهب إلى المكتب فصارت تأتيني المعاملات إلى البيت، وأنا آخذها له ونوقع ما يحتاج توقيع وبعدها أعطيه للمرافق، وأذهب أنا إلى النادي للتمرين ثم أذهب للعمل”.
ويكمل الأمير سرد التفاصيل عن الساعات الأولى لتولي بشار الأسد رئاسة سوريا وقبل وصول الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز للقائه : “أجبته: طيب؟ قال: صباح أمس جئت بالأوراق و”سلّمت على ماما وأختي بشرى، وقالت أبوك متعب قليلاً، فدخلت وكان بالكاد يفتح عينه وجسست النبض واختفى النبض – أقسم الأمير فجأة أن هذا الكلام حرفياً حدث – وقلت للوالدة إنه نام، أغلقت الباب، ذهبت إلى النادي وتمرّنت، وأخبرت ماهر الأسد ومناف طلاس بخطة لضبط الأمن، وطلبت منهم أن يغلقوا منافذ دمشق بالدبابات، وجاءت مجموعات أمنية، وأتوا بـ 10 عمادات مع قادة المناطق ودخلت عليهم وقاموا بإلقاء التحية وبعضهم يترحم، وقلت لهم: اششش … أنت ستغادر غداً، وأنت هذه السنة الأخيرة لك، أنت ستبقى، ما سمعته على لسانك عني أعجبني، أنت سأقطع لسانك … أنت أخذت كم مليون دولار حنحاسبك وأنت كذا وكذا….. وبدأ بشار بتوزيع الـ “أنت” وبعدها ما سيفعله بكل عماد والعماد هو أعلى رتبة عسكرية، ومن هول الصدمة من سرد بشار لكل هذه التفاصيل وهو لم يدفن والده بعد سألته مرة أخرى :هل تضمن بأن القوات المسلحة معك؟ قال نعم، من هي القوات المسلحة، هذه كل القوات المسلحة، القيادات التي أتيت بها، استغربت وقلت في نفسي بالعامية “عز الله الجولان لن يتحرر ما دامت هذه قيادات الجيش”.
ويقول الأمير إنه كان بمفرده مع الرئيس بشار الأسد فقط، ومناف طلاس ينتظر في الخارج. وقال له بشار: بندر الناس تتوقع يدي مخملية، هي مخملية وتحتها حديد”.
وصول الملك عبدالله إلى دمشق والحديث الأول مع بشار الرئيس
وقبل ساعات من وصول الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان ولياً للعهد آنذاك، يواصل بشار الأسد حديثه عن الساعات الأخيرة لحياة والده وكيف استطاع بشار كسب رضى الجيش وتغيير التفاصيل لتعمل لصالحه،
لكن الأمير بندر كان على عجلة من أمره. يريد العودة للمطار، واستقبال الملك عبدالله، وإخباره بما حدث، ومرافقته للعزاء رسمياً وقبل أن تنتهي الجلسة قال بشار : “تعرف؟
الملك عبدالله مثل والدي وأحياناً لا أستطيع أن أعبّر عن شعوري أمامه أو أن أناقشه بشيء. أود منك أن تعطيه موجزاً وتطمئنه بأن الأمور تسير بشكل جيد والوضع مطمئن. عدت إلى الطائرة، انتظرت طائرة الملك،
ووصلت ونزل منها، وإذ ببشار الأسد في المطار يستقبله، لم تتسنّ لي فرصة التحدّث إلى الملك وإخباره بما حدث. دخل الملك عبدالله مع بشار الأسد المجلس، ومعه ممن أذكر،
الأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمير سعود الفيصل و الدكتور غازي القصيبي. وبعد قليل قال الملك عبدالله لبشار دعنا نتحدث على انفراد، وأسرع الملك باتجاهٍ معين ظن أنه باب يؤدي إلى مكتب،
وحين فتحه وجدها غرفة نوم الضيف، فقال ألا يوجد مكتب هنا؟ قال بشار:
كيف لا يا جلالة الملك، المكتب من الجهة الثانية. قال الملك تعال أنت مثل ولدي ودخلا، وأجلَس الملك بشار على كرسي أمامه وبدأ الحديث وبنكتة من هنا وهنا، وامتد الحديث إلى قرابة الساعة، حوالي 45 دقيقة.
أخبرت الأمراء مقرن وسعود الفيصل وكذلك غازي القصيبي بما حدث، قال غازي القصيبي لم لم تخبر الملك؟ قلت له شاهدتم ما حدث. ثم التفت إلي الأمير سعود الفيصل وقال أخبرهم”.
لم يكن الأمير بندر يتوقع أن يأتي بشار لاستقبال الملك عبدالله في المطار وترك العزاء، وهذا ما قطع الفرصة عليه ليمهد للملك عن المحادثة التي حدثت، وهي سبب إصرار الوزيرين الراحلين:
الفيصل والقصيبي على الأمير بندر بإخبار الملك. يقول الأمير عن تلك اللحظة : “انتظرنا حتى خرج الملك، وأصر بشار على توديعه، خرج الملك،
وأسرعت إليه وقلت له إنني تحدثت معه قبل وصولكم، ولم تسنح الفرصة لإخبارك. قال الملك: “هذا غليّم ما يعرف يحكي، أقول لك هذا ما يعرف يحكي سألته من عندك من الرجال والمستشارين، ما يعرف يحكي، سوريا تهمنا، ما نبغاها تسـ.ـقط”.
المصدر: العربية+زمان الوصل
اقرأ أيضاً: عمدة عنتاب تشيد بالسوريين: هم معنا في كل ميادين الحياة
تركيا بالعربي – ترجمة: حسان كنجو
أشادت عمدة غازي عنتاب (فاطمة شاهين) بالسوريين الموجودين في ولايتها، مشيرة إلى أنهم باتوا جزءاً من كل شيء هناك وأنهم توسعوا ودخلوا جميع ميادين الحياة جنباً إلى جنب مع الأتراك.
وقال شاهين في لقاء أجرته مع وكالة (سبوتنيك) الروسية: “‘السوريون موجودون في النظام في كل نقطة من الحياة في الجامعات والتجارة والصناعة والمتنزهات التقنية، هناك عدد كبير من الشبان بينهم مئات الآلاف من السوريين في غازي عنتاب”.
وأضافت رداًَ على سؤال الصحفي حول مشاركة السوريين في مهرجان TEKNOFEST المقام حالياً في الولاية: “يوجد ثلاثة آلاف طالب في المهرجان يوجد هنا أيضًا سوريون هنا في حدائق التقنية، كما أنهم موجودون في الحياة التجارية والصناعية”.
وذكرت: “لقد أنشأنا نموذج غازي عنتاب في جميع أنحاء المدينة، وقد دخل جميع أطفالنا حياتهم التعليمية، حالياً لدينا حوالي 100 ألف طالب سوري. يحصلون على التعليم مع أطفالنا. يدخلون المسابقات معا. هناك تكامل كامل. لم نسمح بتقسيم البشر هنا، إنهم يدرسون ويعملون ويعيشون معًا في نموذج غازي عنتاب. هذا النموذج ، الذي نسميه “نموذج التعايش” ، يمكننا من خلاله إدارة النظام من خلال ضم السوريين”.