مرة أخرى يثار الجدل حول سياسة الخصوصية على تطبيقات المراسلة الفورية، خاصة بعد إعلان “واتساب” منع مستخدميه الذين يرفضون الموافقة على شروطه الجديدة من استعمال حساباتهم اعتبارا من الثامن من فبراير/ شباط القادم.
وبمجرد أن يلج المستخدم تطبيق “واتساب” تظهر أمامه رسالة تطلب منه تحديث سياسة الخصوصية الخاصة بالتطبيق.
وتسمح السياسية الجديدة لـ”واتساب” بمشاركة بعض بيانات مستخدميه مع شركة “فيسبوك” المالكة للتطبيق وتخصيص مساحة للتفاعل مع الإعلانات.
وقوبلت التغيرات الجديدة بانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اتهم معلقون التطبيق بانتهاك خصوصيتهم.
للأسف لا نملك تطبيقات بديلة-ع الاقل- نستطيع الوثوق بها ونضمن عدم انتهاكها لقوانين الخصوصية! "دكتاتورية رقمية" تمارسها كبار الشركات الامريكية على مستخدميها وهي تتاجر بمعلوماتهم الخاصة لتكسب أكبر قدر من المال! #WhatsappPrivacy #واتساب https://t.co/fIhqpy5Jca
— Ahmed Al Rawahi (@ahmed9218) January 9, 2021
كما اشتكى بعض مستخدمي التطبيق من تفعيل شروط الاستخدام الجديدة من دون الاطلاع على تفاصيلها.
ي حين نشر مغردون قائمة تطبيقات قالو إنها “تتمتع بخاصية تشفير قوية وتراعي الخصوصية كتطبيق “تليغرام”.
وفي تغريدة مختصرة على تويتر، نصح رئيس تيسلا، ألون ماسك، متابعيه باستخدام تطبيق “سيغنال”.
في حين علق أحد المغردين العرب :” ما سبب هذا “الخوف” من تعديلات الخصوصية في واتساب؟ برأيي، الموضوع لا يعدو كونه مجرد تنافس على السوق؟”
Use Signal
— Elon Musk (@elonmusk) January 7, 2021
است مطمأن الى دفع الناس الى تطبيق #سيغنال بهذا الاسلوب ليكون بديل عن #الواتس والالحاح
على سبيل المثال :
أين الحديث عن #التيلقرام
لماذا تنزع عنه الثقة تطبيق رائع وخياراته واسعة— تـركي بن عبدالله آل عتيق (@Turky_ALAteeq) January 9, 2021
ماذا نعرف عن تحديث واتساب الجديد؟
يعد تطبيق واتساب أحد أكبر التطبيقات التابعة لشركة فيسبوك. ويبلغ عدد مستخدميه في مختلف أنحاء العالم حوالي 2.2 مليار، وهو التطبيق الأكثر تحميلا على الهواتف الذكية.
في أغسطس 2016، أجرى “واتساب” تحديثا رئيسيًا لسياسة الخصوصية.
ولم تكتف إدارة واتساب بتلك الإجراءات فألحقتها بتحديثات جديدة قبل أيام.
تطبيق #واتساب: وافق على شروطنا الجديدة.. أو احذف حسابك!
هل قد تنتقل لتطبيق آخر غير #الواتساب؟ pic.twitter.com/gZ3OlXnJ9X
— أسامة عصام الدين (@osamahesam1) January 7, 2021
وتنص الشروط الجديدة على جمع المعلومات ومشاركتها مع شركات فيسبوك الأخرى كرقم الهاتف، وصورة الحساب، ونشاطات المستخدم على التطبيق إضافة لتحديد المعرف الرقمي (IP) لجهاز الحاسوب أو هاتف المستخدم وموقعه ولغته.
كما تشمل أيضا جمع معلومات حول معاملات الدفع والبيانات المالية الخاصة بالمستخدمين.
الجدير بالذكر أن هناك دولا لا تنطبق عليها الشروط الجديدة، كدول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
قوانين خصوصية تطبيق #واتساب الجديدة التي أثارت ضجة في العالم لن تطبق في الإتحاد الأوربي بسبب قوانين الخصوصية المشددة هناك
الجدير بالذكر ان التطبيق سيشارك جميع معلوماتك الارقام وجهات الاتصال والعناوين مع فيس بوك وطبعا مع "طرف ثالث" !!!#WhatsappNewPolicy #WhatsAppPrivacyPolicy— 🔻🇵🇸 🇵🇸 (@alshamiry11) January 9, 2021
وتهدف شركة فيسبوك إلى “تطوير خدمات البيع والكسب عبر السماح للمعلنين بالتواصل مع زبائنها عن طريق “واتساب”، أو حتى بيع منتجاتهم مباشرة عبر المنصة”.
وقالت إدارة “واتساب” في بيان أرسلته إلى وكالة الأنباء الفرنسية، إن “البيانات التي قد يجري تشاركها بين “واتساب” وباقي تطبيقات “فيسبوك” لن تشمل مضمون الرسائل التي تبقى مشفرة”.
لكن يبدو أن تلك التطمينات لم تبدد شكوك مستخدمي التطبيق الذين قرروا اللجوء إلى تطبيق “سيغنال” بعد أن دعا أيلون ماسك متابعيه إلى استخدامه.
يذكر أن ماسك الذي يتربع على عرش أغنياء العالم، يحظى بمتابعة أكثر من 40 مليون شخص على تويتر.
وحمل أكثر من 100 ألف شخص تطبيق “سيغنال ” على أجهزتهم خلال اليومين الماضيين، في حين تم تحميل “تيليجرام” حوالي مليوني مرة، وفقا لشركة تحليل البيانات Sensor Tower.
وبدورها أعلنت شركة سيغنال عن وجود ضغط شديد على منصتها.
موسم الهجرة من واتساب إلى سيجنال. ✌️
— أحمد البيقاوي (@Biqawi) January 9, 2021
هذه التغريدة من ايلون:
كانت بهدف استخدام تطبيق Signal للرسائل والمنافس لـWhatsApp بعد ان غيرت واتساب من قوانينها في مشاركة المعلومات
المضحك بأن سهم شركة Signal Advance ارتفع 1100% بسبب التغريدة
شركة $SIGL صغيرة جدا وقيمتها السوقية اقل من مليون دولار البعض ظن بأنه يقصدها https://t.co/5AMntCaG3T
— عبدالله مشاط (@AbdullahMashat) January 9, 2021
ما أوجه الاختلاف بين “سيغنال وواتساب”؟
طرح تطبيق “سيغنال” لأول مرة عام 2014.
وتتلقى الشركة المالكة للتطبيق تمويلا من منظمات غير ربحية تُنعى بضمان حرية التعبير. وهو تطبيق شائع الاستخدام بين الصحفيين.
ويُعتقد أنه من الصعب على طرف ثالث اختراق محادثات “سيغنال”.
ورغم ما راج من الأنباء حول نجاح إحدى شركات التجسس في اختراق التطبيق، إلا أن شركة “سينغال” وتقنيينآخرين فندوا ذلك، بحسب ما ذكرته صحيفة هارتس الإسرائيلية في مقالين منفصلين الشهر الماضي.
هناك العديد من أوجه التشابه بين تطبيقي و”اتساب” و”سيغنال”، فكلاهما يستخدم نفس تقنية التشفير “طرف إلى طرف” مما يعني أنه لا يمكن فك تشفير الرسائل أثناء إرسالها بين الأجهزة.
لكن الاختلافات بينهما جذرية بحسب ما قاله صانع المحتوى التقني أسامة عصام الدين في حديث مع مدونة ترند.
ويفسر قائلا “يستخدم تطبيق “سيغنال” نظام تشفير خاص مفتوح المصدر مما يتيح للخبراء فرصة فحص الكود الأساسي في أي وقت، في حين لا يسمح تطبيق واتساب بفحص الكود الخاص به بسهولة”.
ويكمل :”كما يسمح “واتساب” بتخزين كم هائل من البيانات المتعلقة بالمستخدم ونشاطاته. وسيجمع المزيد من المعلومات مع التحديث القادم لمشاركتها مع مجموعة فيسبوك”.
ولن “يجمع واتساب البيانات الحقيقية للمستخدم بل سيستعمل البيانات الوصفية وهي عبارة عن خوارزميات ستصف لشركات فيسبوك الأخرى اهتماماتك ونشاطاتك” بحسب ما قاله الخبير التقني أسامة عصام الدين.
“فعلى سبيل المثال إذ أردت شراء جهاز معين أو زيارة مسرح، فيحلل واتساب اهتماماتك ويرسلها إلى فيسبوك لكي يستطيع عرض الإعلانات التي قد تجذبك”.
وعادة ما تستعين بعض الشركات التجارية بـ “واتساب” للتواصل مع عملائها، لذلك طرحت مجموعة فيسبوك قبل سنوات تطبيق “واتساب للأعمال” لجني المزيد من الأرباح.
ولكن الأمر “يختلف تماما مع سيغنال، فلن يحتفظ بمعلومات عنك أو نشاطاتك، ولن يشاركها مع طرف ثالث” .
كما ينفي القائمون على التطبيق وجود خطة لتضمين الإعلانات على الأقل في الوقت الحالي.
https://twitter.com/ahmad_altarifi9/status/1347232149829771264?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1347232149829771264%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.bbc.com%2Farabic%2Ftrending-55605612
تأتي هذه التغييرات الجديدة في ظل حرب تخوضها شركة فيسبوك المالكة لتطبيق واتساب مع شركة آبل، بسبب تعقب بيانات المستخدمين للاستفادة منها في الإعلانات.