تحالف جديد في سوريا وتصريح حاسم حول مستقبل سوريا

12 مارس 2021Last Update :
بوتين أردوغان
بوتين أردوغان

تركيا بالعربي – وكالات

شهد الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وقطر في الدوحة الخميس والمعني ببحث الملف السوري، نواة تحالف جديد للدول الثلاثة باستثناء إيران التي استبعدتها موسكو على عكس مسار “أستانة” الذي يجمع (روسيا وتركيا وإيران).

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الثلاثي “هذا أول لقاء على المستوى الوزاري بين الدول الثلاث بشأن سوريا”، لكنه أشار إلى أن المسار الجديد “عمره عدة أشهر ولا ينافس مسار أستانا”، مُرحّبا بما اعتبره الرغبة القطرية في خلق ظروف لتجاوز ما أسماها “الأزمة السورية”.

بدوره قال جاويش أوغلو خلال اللقاء: “بدأنا عملية تشاورية جديدة في الشأن السوري مع وزيري خارجية قطر وروسيا، ونهدف إلى البحث في جهود الوصول إلى حل سياسي دائم في سوريا”.

وأضاف الوزير التركي، “قررنا مواصلة الاجتماعات المشتركة مع قطر وروسيا لبحث الملف السوري والاجتماع المقبل سيعقد بتركيا”.

أما وزير الخارجية القطري فأشار خلال اللقاء إلى وجود: “حاجة ماسة لتخفيف الظروف المعيشية السيئة التي يمر بها السوريون بسبب الأزمة”، مؤكدا على ضرورة دعم مسار الحل السياسي عبر دعم مفاوضات اللجنة الدستورية السورية والعودة الآمنة والطوعية للاجئين.

وسبق الاجتماع الثلاثي لقاء جمع جاويش أوغلو مع رئيس الوزراء المنشق عن نظام أسد ورئيس هيئة التفاوض العليا السابق رياض حجاب في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال جاويش أوغلو خلال تغريدة على تويتر: إنه بحث مع حجاب آخر المستجدات الحاصلة على الساحة السورية.

الاجتماع الثلاثي الجديد يمثل نواة لحلف جديد يوازي حلف “أستانة” لكنه يخلو من وجود إيران التي استبعدتها روسيا في حراكها الجديد، خاصة وأن نظام الملالي يمثل العائق الأكبر للحل السياسي، حيث أكد المجتمعون في الدوحة على ضرورة الضغط على نظام أسد لكسر الجمود في الوضع الراهن.

ويأتي ذلك في إطار تحرك روسي عربي جديد بخصوص الملف السوري، الذي دخل مرحلة معقدة بسبب رفض نظام أسد وحلفائه روسيا وإيران الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي الرامي لفرض حل سياسي يمهد لمرحلة جديدة بدون أسد.

ولعبت إيران دور “الضامن” في حل الملف السوري إلى جانب أنقرة وموسكو في جولات أستانا وسوتشي في مسعى لفرض أجنداتها على مستقبل سوريا، لكن دورها ضعف في الآونة الأخيرة بسبب خلافات متراكمة مع روسيا الحليف الأكبر لأسد.

وتُتـ .ـهم طهران بعرقلة الحل السياسي في سوريا بسبب زج ميليشـ .ـياتها ومحاولتها الهيمنة على القرارين السياسي والعسكري في حكومة حليفها أسد، إضافة لتعريض المنطقة لسيناريو الحرب الطويل بسبب وجود تلك الميليـ .ـشيات ذات التوجه الطائفي والمذهبي.

وبرزت الخلافات بشكل جلي في الآونة الأخيرة بين موسكو وطهران في سوريا، بسبب تحجيم روسيا للدور الإيراني، الأمر الذي أزعج طهران واعتبرت أن روسيا تحرمها من جني الأرباح لقاء تدخلها لصالح نظام أسد منذ عام 2011، وذلك بحسب تصريحات أطلقها ما يسمى أمين مجمع تشخيص مصلحة نظام الملالي والقائد السابق لميليشيا “الحرس الثوري”، محسن رضائي، قبل يومين، لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وقال رضائي: “لا نرى سبباً لنساعد العراق وسوريا في أمنهما ونشاهد الأطراف الأخرى يتمتعون بالأرباح الاقتصادية الناجمة عن هذا الأمن”، مطالباً المرشد الإيراني بالحصول على ريال مقابل كل ريال دفعته طهران في سوريا والعراق”، وأن بلاده “لن تدفع ريالاً واحداً في المنطقة دون أن تتأكد من استلامه لاحقاً”.

المصدر: أورينت نت

“التغيير قادم وحقيقي”

وقال حجاب الذي شغل قبل سنوات، منصب رئيس “هيئة التفاوض العليا”، التي مثّلت المعارضة السورية في مسار جنيف، إن “الشعب السوري خُذل من المجتمع الدولي”.

واعتبر خلال مقابلة له على قناة “الجزيرة”، بثت مساء اليوم الخميس، أن “إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى في بقاء بشار الأسد والحفاظ عليه، وكذلك إيران صاحبة مصلحة كبيرة في بقاء النظام، إضافة لروسيا”.

ولكنه رغم ذلك قال بأن “التغيير قادم وحقيقي” في سورية، لأن “الأسد مجرم فقد شرعيته ولا مصلحة للمجتمع الدولي بتعويمه”.

مرتاحون للمسار الثلاثي

وحول اجتماع وزراء خارجية قطر وروسيا وتركيا في الدوحة، اليوم الخميس، قال:”مرتاحون بالمسار الجديد الذي فيه بصمات عربية. تابعنا باهتمام هذا اللقاء الثلاثي والبيان الختامي”.

وأعرب حجاب الذي التقى اليوم وزير الخارجية التركي مولود جاوويش أوغلو، عن أمله في “أن يُحدث هذا المسار فارقاً في المستقبل، ويكون داعماً للمسار الأممي خاصة في تنفيذ القرار الدولي 2254”.

ترهل المعارضة

وقال حجاب الذي أعلن انشقاقه عن نظام الأسد منتصف سنة 2012 عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، إن “هناك ترهل عام في المعارضة السورية ويجب إعادة هيكلتها مجدداً”، مشيراً إلى أنها عجزت عن “تشكيل بديلٍ مناسب عن النظام”، وهو شكل قلقاً إضافياً للمجتمع الدولي حول تغيير النظام حسب قوله.

لكنه رغم ذلك اعتبر أن من “جلد الذات الزائد تحميل المعارضة كل أسباب الفشل”، محملاً المسؤولية للمجتمع الدولي و”المسؤولية بالدرجة الأولى على الأمم المتحدة، وخاصة ديسمتورا الذي اشتغل على التماهي مع الموقف الروسي، وذهب للعمل في مساري آستانة وسوتشي وهو ما أضعف المبادرة الأممية، وادى لمزيد من تعنت للنظام وروسيا”.

الإدارة الجديدة في واشنطن

وحول رؤيته لتعاطي إدارة الرئيس الجديد للبيت الأبيض، جو بايدن، مع الملف السوري، قال بأن هذه الإدارة “مازالت تضع استراتيجيتها لمعالجة الملف السوري، وتحدثوا عن تعاون مع الحلفاء الغربيين والعرب في سورية”.

وتمنى حجاب أن “تعود مجموعة أصدقاء سورية للتشكل، وأن تعود القضية السورية إلى الواجهة بعد أن تراجعت عن أولويات المجتمع الدولي بعد انفجار أزمات جديدة في دول أخرى مثل ليبيا واليمن وشرق المتوسط وغيرها”.

وقال إن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، أخطأت في تعاطيها مع حراك الشعب السوري و”قرأنا في مذكرات أوباما انه يلوم نفسه على ذلك”.

وأشار في نفس الوقت، إلى أن هناك “تحركات إيجابية من الجالية السورية في الولايات المتحدة، والكونغرس الأمريكي أصدر قانون قيصر، والآن هناك مشاريع أخرى في الكونغرس تدفع باتجاه عدم التخلي عن الضغط على نظام الأسد. نتمنى نجاح هذه الجهود لإبقاء الضغوط على النظام”.

مشهد محزن في كل مناطق النفوذ

وحول الأوضاع داخل سورية، قال إن “المشهد العام في كل مناطق النفوذ، هو فوضى عارمة، و فلتان أمني، في ظل وضع اقتصادي متدهور، وللأسف المواطن السوري هو الذي يدفع الثمن الأكبر”.

وتابع أن “المشهد مزعج جداً، هناك تنافس روسي –إيراني وتنافس بين الميليشيات التي تتنافس على المنافع. نفس الأمر في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية هناك اغتيالات وفوضى. وكذلك في مناطق سيطرة المعارضة التي ما زالت تشهد تفجيرات مستمرة، والتنسيق بين الفصائل الكثيرة المسيطرة ضعيف والوضع غير مستقر في كل سورية”.

وحمّل نظام الأسد مسؤولية كل ما آلت إليه الأوضاع، معتبراً أن “سياسة النظام في تطبيق شعار الأسد او نحرق البلد، هي من أوصلت السوريين إلى هذا الوضع المأساوي والبلد إلى حافة الانهيار”.

لا شرعية للانتخابات

وتسائل حجاب:”ما هو البرنامج الانتخابي لبشار الأسد، هل مزيد من الفقر والجوع؟ ماذا سيقدم بشار الأسد للسوريين؟”، قائلاً إن الأسد “يريد من الانتخابات، أن يعزز موقفه التفاوضي، ويُفشل المحاولات الأممية لحصول أي اصلاح دستوري حقيقي، وأن يقطع أي محاولة دولية من أجل الحديث عن مصيره”.

واعتبر أن “روسيا وايران تدعم وتعمل بكل السبل من أجل شرعنة هذه الانتخابات، ولكنها لن تكون شرعية مهما حصل”، مشيراً إلى أن “بشار الأسد أمام مأزق كبير، فطهران غير قادرة على الدعم المادي بسبب العقوبات المفروضة عليها، وروسيا قالت أيضاً إنها غير قادرة على تقديم دعم مادي”.

وبينما تحدث عن “تفكك الدائرة الضيقة لبشار الأسد، وظهور خلافاته” مع رامي مخلوف وغيرها إلى العلن، فإنه رأى بأن “بشار الأسد لن يكون رجل المرحلة المقبلة لأنه اصبح عبئاً على سورية والسوريين. ذهاب الأسد لن يخلق فوضى، بل بقائه هو الذي يسبب الفوضى”.

اقرأ أيضاً: تصريح عاجل للرئيس أردوغان حول عودة السوريين لبلدهم

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الدعم المالي والتقني من أجل عودة طوعية للسوريين إلى بلادهم.

جاء ذلك خلال مباحثات أجراها أردوغان مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الجمعة، عبر اتصال مرئي، بحسب بيان لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وأفاد البيان أن المباحثات بين الزعيمين تناولت العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا وقضايا إقليمية.

وأكد أردوغان أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تقدم الحماية والمساعدة الفعلية لملايين السوريين المحتاجين لمساعدات إنسانية في بلادهم.

وشدد على أهمية استمرار العملية السياسية في سوريا بشكل فعال.

وقال أردوغان: “ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يقدم الدعم المالي والتقني من أجل عودة السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي”.

وأكد خلال الاتصال على الأهمية الكبيرة لمواصلة الاتصالات المنتظمة والحوار بشأن عدد من القضايا.

وعلى صعيد آخر، شدد أردوغان على أن تركيا تواصل بشكل حازم كفاحها لمواجهة جائحة كورونا، وأنها بدأت مرحلة عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي وتحت الرقابة.

ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده تواصل برنامج تطعيم المواطنين ضد الوباء بوتيرة سريعة.

وأعرب عن ثقته بأن تبدأ حركة سياحية آمنة في أبريل/ نيسان المقبل، وذلك نظرًا للتطورات الإيجابية في مكافحة وباء كورونا.

وتطرق إلى مسألة تحديث اتفاقية الهجرة الموقعة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس/ آذار عام 2016، مشيرًا أن أنقرة تواصل موقفها البناء بقضايا شرق البحر المتوسط وبحر إيجة.

وفيما يخص الشأن الليبي، أكد أردوغان على أولوية أن تشرع الحكومة الليبية الجديدة بأداء مهامها فور منحها الثقة.

وللمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر >>> نترككم مع مداخلة للاعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.