بشار الأسد ينتصر على نفسه في “انتخابات الرئاسة”
تركيا بالعربي
خرج رأس النظام السوري بشار الأسد، في أول ظهور تلفزيوني، عقب إعلان رئيس برلمان النظام السوري، حمودة صباغ، فوزه بالرئاسة لولاية رابعة من سبع سنوات، في انتخابات وصفت بـ “غير الشرعية”.
وأوضح صباغ، قبل يومين، بحسب ما نقلت وكالة أنباء النظام “سانا”، أن الأسد حصد 95.1 بالمئة من الأصوات، ما أثار سخرية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويتفوق الأسد بذلك على نفسه، إذ كان قد حصل على 88.7 بالمئة في انتخابات عام 2014.
وتحدّث الأسد في ظهوره الأول عن “النصر” الذي حققه على خصومه الذين استخدم بحقّهم الشتائم وتهم الخيانة، في حين وزّع الشهادات الوطنية على موالية، رغم أنه “من المعروف جيداً أن الانتخابات في سوريا لا تحظى بالشرعية الدولية والشعبية على حد سواء وذلك بالنظر إلى الطريقة التي تجري بها الانتخابات”.
وأظهر مقطع فيديو مسرب من أحد المراكز الانتخابية، قبل يومين، ما هو معروف لجميع السوريين الذين عايشوا مسرحية الانتخابات في البلاد التي تحكمها عائلة الأسد منذ سبعينيات القرن الماضي، وفيه يقوم أحد الموظفين القائمين على متابعة اللجان الانتخابية بملء البطاقات لصالح الرئيس بشار الأسد نيابة عن المواطنين الذين يجب عليهم فقط وضع البطاقة في الصندوق.
وشكّلت محافظة درعا خلال الأيام الماضية حالة خاصة من تحدي النظام فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، حيث كانت من بين المحافظات الأقل تفاعلاً مع هذه الانتخابات، على الرغم من أنها تخضع لسيطرة النظام رسمياً، بعد توقيع فصائل المعارضة فيها اتفاقية المصالحة قبل 3 سنوات.
وكان لافتاً مستوى التفاعل الشعبي مع الدعوات التي وجهت لمقاطعة الانتخابات والمشاركة في الفعاليات التي تندد بها، فشهدت معظم مدن وبلدات حوران مظاهرات وإضرابات قبل موعد التصويت، بينما اقتصرت المشاركة في الاقتراع على عدد محدود جداً من السكان.
وأعلن مركز جسور للدراسات أن التفاعل في الانتخابات الرئاسية في سوريا، وفق التقسيم الرسمي للوحدات الإدارية على أساس النواحي التي يبلغ عددها 270 ناحية. وأن أعداد مَن يحقّ لهم الاقتراع ممّن تجاوزوا 18 عاماً في مناطق سيطرة النظام هي بحدود 6 ملايين نسمة، وذلك في النواحي التي شاركت في الانتخابات.
وأشار تقرير المركز، إلى أنّ قرابة مليون و150 ألفاً يحق لهم التصويت في النواحي التي قاطعت الانتخابات الرئاسية. وبحسب المركز، فقد وصلت نسبة مقاطعة الانتخابات مع عدم وجود صناديق في محافظة إدلب إلى 69 بالمائة، فيما كانت مقاطعة الانتخابات تقدر بـ 31 بالمائة مع وجود صناديق، أما في الحسكة كان نسبة المقاطعة مع عدم وجود صناديق نحو 88 بالمائة، في حين كانت نسبة التفاعل مع الانتخابات بحدود 12 بالمائة.ووصلت نسبة المقاطعة مع عدم وجود صناديق في محافظة الرقة إلى 70 بالمائة، ووصلت نسبة الإقبال إلى 30 بالمائة من المواطنين.
ولم يطرح مرشحو الانتخابات الرئاسية في سوريا برامج انتخابية واضحة، إنما اقتصرت حملاتهم على إطلاق شعارات، إذ يصف سوريون الانتخابات بأنها مجرد فولكلور يمهد لتجديد حكم بشار الأسد.
ومع ذلك، فإن المحصلة النهائية هي أن بشار كان نتاجاً خالصاً لوالده، وكان مصير سوريا أن تعاني معه وهو على العرش. لن يتخلى عن الكرسي تحت أي ظرف آخر غير الموت.
من جانبه أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون أن الأمم المتحدة غير معنيّة بالانتخابات الرئاسيّة في سوريا، مشيراً إلى أنّ تلك الانتخابات ليست جزءاً من العملية السياسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254. والأمم المتحدة ليست منخرطة في هذه الانتخابات وليس لديها تفويض للقيام بذلك.