تركيا بالعربي
شعارات كاذبة ونوايا هدامة تواجهها أفريقيا
شهدت العلاقات بين الإمارات وفرنسا تطوراً كبيراً في الفترة الاخيرة، وهذا التطور النوعي أفرز تحالفاً إستراتيجياً عسكرياً هو الاول من نوعه بين بلدين أحدهما لطالم أحجم عن التدخل العسكري دون غطاء خليجي أو دولي.
من المعروف أن فرنسا تحاول الحفاظ على تواجدها العسكري في أفريقيا، وبالأخص في منطقة الساحل، لكن ضمن خطة إستراتيجية تُمكنها عن إبعاد جنودها من ساحة القتال، وإلقاء العبء المالي في الحرب التي تُديرها منذ سنوات، الأمر الذي نجحت في تحقيقه خلال إجتماع الدعم الرامي إلى تسريع إطلاق القوة الجديدة المشتركة التي ستهتم بمكافحة ما أسمته بالإرهاب في دول الساحل الخمس التي تضم مالي، وبوركينافاسو، وتشاد، وموريتانيا، ونيجيريا، بدعم مادي من أبوظبي.
على الجانب الأخر تُعول الإمارات على إتفاقية منطقة التجارة الحرة بأفريقيا في كسب مزيد من الفرص، حيث تحاول الشركات الإماراتية تمهيد الطريق لبناء العلاقات في سوق القارة. ولكن في الأونة الاخيرة، التقارير الصحفية كشفت حقيقة الشعارات الكاذبة التي تهتف بها الإمارات واظهرت نوايا أبوظبي الهدامة في القارة السمراء الأمر الذي دعا حكومة هذه البلدان لتوجيه الإتهامات.
ففي الصومال وجهت الحكومة إنتقادات عديدة ضد الإمارات بسبب تدخلاتها في الشأن الداخلي للبلاد، الأمر الذي أدى إلى العديد من الإضطرابات الأمنية في العاصمة مقديشو. وزير الأعلام الصومالي، عثمان أبوبكر، قال أن الحكومة الإماراتية تسعى لزعزعة الأوضاع في البلاد بهدف عرقلة الإنتخابات، الأمر الذي يُعتبر إنتهاك للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية بين البلدين.
وتشق الإمارات طريقها عبر الدول الأفريقية وصولاًإلى السودان، حيث تطمع إلى توسيع نفوذها عبر السيطرة على الموانئ وتركز في ذلك على موانئ السودان، مستغلةً الأزمات الإقتصادية والإضطرابات ما التي تعيشها البلاد.
فبعد أن تم عزل حليف الإمارات الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير، أسرعت الإمارات في الإعراب عن دعمها للحكومة السودانية المؤقتة ودعم العسكر لإستخدامهم لاحقاً في الحرب على مصر ونهب ثروات البلاد. وقد حذر حزب المؤتمر الشعبي في السودان من نوايا الإمارات في إحتكار موانئ البلاد المٌطلة على البحر الأحمر.
وبالحديث عن حب الإمارات للسيطرة على الموانئ البحرية، يُذكر أن الإمارات وبدعم خفي من فرنسا إستئجرت ميناء عصب الإريتري لتشن هجماتها العسكرية على اليمن بالتحالف مع عدد من الدول من بينها السعودية.
التحالف الإماراتي الفرنسي اصبح اكثر وضوحاً في غرب أفريقيا وبالاخص في تشاد وليبيا. حيث قدمت الدعم لقوات الجيش الوطني الليبي الذي شن هجوماً على العاصمة الليبية طرابلس عُرف بعمليات الكرامة.
ولكن بعد فشل الجيش، تكبدت الإمارات خسائر عديدة في ليبيا، الامر الذي دفعها إلى تغيير خطتها والبدء في دعم طرف النزاع الأخر في ليبيا المُتمثل في قوات الوفاق الوطني، والذي فاقم حجم النزاع بين الطرفيين وصب في صالح أبوظبي وباريس. في هذه الفترة تمكنت الإمارات من بناء قواعد عسكرية في الجنوب الليبي وتدريب الجماعات المُسلحة لإستخدامهم لاحقاً في تنفيذ المخطط المشترك ضد تشاد.
القاعدة العسكرية الإماراتية في جنوب ليبيا تم إستخدامها لتدريب متمردي جبهة التغيير والوفاق في تشاد للهجوم على العاصمة إنجامينا وإغتيال الرئيس التشادي.حيث أنه في 20 أبريل، أصيب الرئيس التشادي إدريس ديبي، الذي حكم البلاد لأكثر من 30 عاماً، بجروح قاتلة في هجوم شنته الجبهة، شمال العاصمة إنجامينا. وبعد وفاة الرئيس المُنتخب، تم تكوين مجلس إنتقالي عسكري لقيادة البلاد برئاسة محمد إدريس ديبي. هذه الحادثة كما نُشرت هي حادثة موت طبيعية إثر الأصابة خلال إشتباكات مُسلحة، لكن الحقيقة أكبر وأعمق من ذلك.
التعاون الإماراتي الفرنسي الهدام في دول القارة السمراء والممارسات الإستعمارية الفرنسية والأطماع الأماراتية في السيطرة على المؤانى البحرية والأبار النفطية ونهب الموارد المعدنية أدى إلى زعزعة أمن وإستقرار المنطقة بأكملها.