التبني في تركيا
بقم المحامي ضرار صطوف
كثيراً ما أسأل عن موضوع #التبني في تركيا و كنت لا أعطي إجابة كون التبني #حرام في شرعنا الاسلامي الحنيف مهما كان السبب.
و مع ذلك لا بد أن أو ضح أن القانون التركي بخلاف القوانين العربية يجيز التبني بحيث يصبح الطفل المتبنى أو الطفلة باسم من يتبناه ولهم كامل حقوق الابناء من ميراث و حق الحياة الكريمة والاهتمام… إلخ و الشروط التي طلبها القانون التركي هي
١_تقديم طلب التبني إلى مديرية العائلة والعمل والخدمات الاجتماعية التركية لتقيم مصلحة الطفل ووضع مقدم الطلب.
أن يكون الشخص سليم ولا يعاني من أمراض مزمنة ولا مدمن كحول أو مخدرات
٢_سجل عدلي للمتقدم ولجمع أفراد عائلته
٣_كشف حساب بنكي وبيان بالممتلكات
٤_بيان عائلي
٥_وثيقة عنوان سكن
٦_يجب على المتبني أن يكون أتم عمر 30 سنة أو متزوجاً منذ 5 سنوات على الأقل.
٧_يجب أن يكون 18 سنة فرق عمر بين الطفل والمتبني.
٨_موافقة الأم والأب للطفل المتبنى إن وجدوا.
٩_الاعتناء بالطفل لمدة سنة واحدة على الأقل قبل إجراءات التبني.
١٠ يجب أن يكون الشخص المتبني متمّاً للتعليم الأولي.
١١_إذا كان الطفل قادراً على التمييز، موافقة الطفل.
١٢_إذا كان الطفل تحت الوصاية، موافقة الوصي القانوني.
١٣_أن تكون مصلحة ومنفعة الطفل موجودة في هذا الأجراء.
لماذا حرّم الله التبني؟
حرم الله تعالى التبني لعدّة أسباب أهمّها:
لأن فيه اختلاق للنسب، فينسب الإنسان إلى غير أبيه، والنسب يكون بالولادة والنكاح.
البنوة يترتب عليها أمور عدة: كالميراث، وفي التبني ظلم للورثة الحقيقيين، فيؤدي إلى ضياع الحقوق.
الخلوة والاختلاط، وتحريم ما أحل الله فعندما يخالط الإنسان من ليست أختًا له مخالطة الشقيق وهو أجنبي عنها، فإن ذلك يمنع حقّه في الزواج منها وهي غير محرمة عليه.
التبني يحرم المتبنى من معرفة أصله ونسبه، فعندما ينسب الإنسان إلى غير أبيه، يضيع بذلك حقّه لأنّ في ذلك طمس للحقيقة، قال تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد تبنى الصحابي زيد بن حارثة، فكان الناس يدعونه (زيد بن محمد)، وعندما نزل حكم تحريم التبني نسب زيد لوالده، فعادت الناس لتناديه بزيد بن حارثة.
الفرق بين التبني والكفالة
الفرق بين التبني والكفالة في الإسلام هو أن التبني يُقصد به نسب الإنسان إلى غير أبيه، ففيه اختلاق لنسب غير موجود، أما الكفالة فينسب الإنسان لأبيه، مع حسن الرّعاية والنفقة، فلا تثبت له أحكام البنوة من ميراث، وحرمة تزوج من تحلّ له.
فإذا قام إنسان بكفالة طفل بدون نسبه له، وقام بتربيته وإعالته بالنفقة وغيرها، فعند بلوغ الطفل سن الرشد يفرّق بينه وبين أبنائه في المضاجع، وتحتجب المحارم كالزوجة أو البنت الحقيقية إذا كان المكفول ذكرًا، وإن كانت أنثى فإنها تحتجب عن أولاد القائم عليها من الذكور، إلا إذا تمت الرضاعة من الزوجة، فيأخذون حكم الرضاعة في الحرمة، وذلك عكس التبني الذي يعامل فيه المتبنى معاملة الابن الحقيقي.
ويجوز لكافل اليتيم، أن يوصي لمن يكفله ببعض ماله، على أن لا يتجاوز الثلث، بدلًا عن الميراث، وذلك إذا رغب الكافل أن يُعِين المكفول بعد بلوغه سن الرشد، ويجب على كافل اليتيم أن يخبره بهويته وطبيعة العلاقة بينهما؛ تجنبًا للمفسدة.
وعلى جميع المسلمين، أن يتعاونوا فيما بينهم، لرعاية أبناء الأمة الذين لا أب لهم ولا معين، وحمايتهم من الفقر والضياع، فالمجتمع الإسلامي تسمو فيه قيمة التكافل قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن لكافل اليتيم أجرًا وثوابًا كبيرين في الدنيا والآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين ، وأشارَ بأصبُعَيْهِ يعني: السَّبَّابةَ والوسطى)، فبيّن الحديث أن كافل اليتيم يكون مرافقًا للرسول -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، وذلك لعظم أجره.