أنقرة تعانق ولا تنافق

14 أغسطس 2022Last Update :
أردوغان يرتدي علم الثورة السورية
أردوغان يرتدي علم الثورة السورية

” أنقرة تعانق ولا تنافق “

بقلم أحمد الحسين

منذ إطلاق الجيش التركي عملياته العسكرية في أغسطس ٢٠١٦وبعد تثبيت الجيش التركي نقاط المراقبة في الشمال السوري أنهت تركيا الجدل حول مصير الشمال السوري :

-الانتشار التركي عزز قوة تركيا ودورها في الشمال السوري دون أدنى شك، وأعطى ارتياحًا لدى القيادة التركية أن إلشمال السوري، سيكون تحت نفوذها إلى حين إنجاز التسوية السياسية.

-إنهاء تثبيت نقاط المراقبة أوقف القتال الدائر بين النظام، والمعارضة، لكنه بالمقابل رتب حملاً ثقيلًا على أنقرة وجب إنجازه، وهو المتعلق (بالملف الأمني) أو (مكافحة الإرهاب) حسب الاتفاق القديم مع موسكو .

–الذي تحدث صراحة عن أفراد وجماعات مصنفة إرهابية (تنظيم الدولة) و(جبهة النصرة) وهو يرجح ترتيباً عسكريًا جديدًا، ستقوم من خلاله أنقرة بتعويم النصرة، وعزل المتشددين من المهاجرين غير السوريين وقتالهم .

–و ستصبح بذلك فصيلًا أكثر قابلية للتكيف مع باقي الفصائل، وتصبح منزوعة الدسم الجهادي قياساً على أنماط الفصائل الأخرى… ؟

وخاصة أن عملية تعويم النصرة تجري على قدم وساق، ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وصراع بوتين مع الغرب في دومنباس عادت تركيا لإطلاق تصريحاتها للدخول في مناطق شرقي نهر الفرات هذه المناطق التي باتت تشكل أزمة على حدودها وعلى أمنها القومي تسابق الشرق والغرب للطلب من أنقرة التريث
مما لا شك فيه أن تركيا باتت تنتهج إستراتيجية قائمة على فرض واقع ميداني، وعسكري معين يعزز من قدرتها على تثبيت أي تفاهم يتم التوصل إليه مع روسيا، الأمر الذي ضيق هامش مناورة موسكو كثيراً، وأغلق الطريق على مزيد من عمليات فرض الأمر الواقع برغبة منفردة، خاصة أن احتمال الصدام بين الطرفين أمر غير مرغوب، وغير مرحب به من كليهما.ومع قرب الأنتخابات التركية بدأت تركيا بتسوية جميع ملفاتها الخارجية ،
ابتداء من السعودية،وصولأ لمصر ،وسورية لكن بما يتناسب مع طموح وآمال الشعب السوري ، وهذا ما أكده وزير الداخلية السيد سليمان صويلو ،حقيقة ‏ماورد في لقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس يتبين للقاصي والداني بأنه

– لم يتم أي لقاء خاص أو رسمي بينه وبين وزير خارجية الأسد.

-الحديث كان قبل الغداء خلال الاستراحة عندما كان وزير الخارجية التركي يقف مع وزراء دول عدم الانحياز ووجه الكلام سريعا لفيصل المقداد.

لم يطرح وزير الخارجية التركي فكرة المصالحة أبدا.

وزير الخارجية التركي تحدث عن مقاربة سياسية بشرط أن تكون المعارضة راضية عنها.

وزير الخارجية التركي قال لوزير الخارجية السوري إن تركيا ستبقى تدعم المعارضة في العملية السياسية.
‏أعتقد أن الأناضول كانت توجه خطابها للجمهور التركي وبدليل أنها نشرت الخبر باللغة التركية.

برأيي أن المعارضة السياسية تتحمل جزء من مسؤولية ماجرى على اعتبارها لم تسعى لتأهيل الشباب سياسيا ولم تشاركهم ذلك، وغابت الشفافية عنها.

الجميع يعلم أن القيادة في تركيا

ضد أي تسوية سياسية في سوريا تسمح ببقاء نظام الأسد ولا يوجد على وجه الأرض دولة خدمت، وحمت، الثورة السورية والشعب السوري مثل تركيا

خطاب الكراهية ضد تركيا يخدم بشار

والواقعية السياسية تقول إن التشظى والاختراقات بين المعارضة وإعلامها أكثر أسباب تأخر النصر وخسارة الثورة لأصدقائها، لكن ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتي ربما ستطول لسنوات ،في ضل أزمات غذائية واقتصادية تطال الجميع ، ربما تتجه أنقرة لتفرض واقعية سياسية جديدة بان يكون الشمال السوري الممتد من جسر الشغور وصولا للقامشلي،مستقل اداريآ،عن سورية وتابع سياسيا لأنقرة إلى حين إنجاز تسوية في سورية بتطبيق القرار ٢٢٥٤المتعلق بالانتقال السلمي في سورية.

في النهاية التعدي على مقدسات الشعب التركي “العلم” كان من أكبر الأخطاء التي حدثت خلال الاحتجاجات الأخيرة.

الشعوب العربيه تدرك، وهي على ثقة كاملة. بأن تركيا لاتحتل الأراضي، بل تحتل القلوب، وهذا ماكشفته الشعوب العربية بعد أحداث الربيع العربي ،التي عمت دول العالم العربي، ووقوف تركيا مع الشعوب؛ لنيل حريتها لم نشاهد هجوم على تركيا، وعلى سياستها إلا من خلال ذباب إلكتروني لاوزن له وسط البيادق العصملية .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.