في اجرأ حوار لها منع من النشر.. “اماني الوشاحي” ممثلة الامازيغ في مصر
- لا أقبل التشكيك في انتمائي المصري.. والدليل على وطنيتي مشاركتي في كتابة الدستور.
- هناك عداء تاريخي بيننا وبين العرب.. وعقبة بن نافع “مجرم حرب”.
- الصراع الدائر في غزة لا يعنينا لأنه بين العرب واسرائيل ونحن لسنا عرب ولا اسرائيليين.
- الامويين زوروا التاريخ واختلقوا شخصية طارق بن زياد نكاية في موسى بن نصير.
- فى عهد الأسرة الفرعونية ال21 كان الجيش المصرى كله من الأمازيغ.. وقائد الجيش الأمازيغى “شيشينق” أصبح ملكا بأمر الشعب المصري.
حوار: ايهاب عطا
الناشطة الامازيغية “أماني الوشاحي” والتي تحب ان تقدم نفسها على انها نائب رئيس الكونجرس العالمي للأمازيغ وزعمية وممثلة أمازيغ مصر والمتحدثة باسمهم، ورئيس مركز ميزران للثقافات المحلية ، وهو أول مركز من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، شخصية محيرة ومثيرة للجدل، بسبب أرائها السياسية والفكرية، فمن يتابع تدويناتها ومساهماتها على مواقع التواصل الاجتماعي يحتار في انتمائها وولائها هل هي مصرية صميمة ام امازيغية صرفة، لكنها تدافع عن نفسها انها الاثنين معا، فلا احد يشكك في وطنيتها المصرية ولا في اصولها الامازيغية، كما أن لها اراء صادمة تجاه الجنس العربي وتجاه قادة الفتوحات الاسلامية، مثل “عقبة بن نافع” والذي تقول عنه انه “مجرم حرب” ارتكب في حق الامازيغ مجازر وجرائم ضد الانسانية .. كنت على اتصال دائم بها لسنوات عدة عندما كنت في مصر وأتابع بشكل شبه يومي أوضاع الأقليات وحقوق الإنسان في مش شبر على التراب المصري، التقيت بها في ٢٠١٥, وواجهتها بما يدور حولها من تساؤلات والغاز فكان هذا الحوار الذي منع من النشر ضمن ما منع لي من موضوعات تناقش حقوق الإنسان والأقليات في مصر، وظل حبيس الادراج، ورأيت أن الفرصة مناسبة الآن في ظل تكميم الأفواه في مصر، واختفاء أي صوت من أصوات قادة الاقليات ونشطائهم، واردت مشاركتكم الحوار وما جاء فيه من اسرار وتصريحات صادمة لكبيرة أمازيغ مصر، فإلى نص الحوار.
* في احد مشاركاتك على الفيس بوك كتبت تعليق على صورة احد الاشخاص “ربنا يخليك لينا يا رئيسنا” وهو ليس الرئيس السيسي، هل ولائك لأحد غير مصر والرئيس المصري؟
– بالطبع لا.. المقصود بالشخص اللي في الصورة هو رئيس منظمة الكونجرس العالمي للأمازيغ والتي انا نائبته فيها، وكلمة “رئيسنا” أي يا رئيسي في المنظمة، أما ولائي وانتمائي المصري فلا يستطيع احد ان أن يزايد عليه أو يشكك فيه، سواء بمواقفي او توجهي وحرصي على مصلحة مصر، واكبر دليل على ذلك أني شاركت في لجنة الخمسين التي كتبت الدستور عندما ترأست الوفد الذي ناقش مع اللجنة واقع الامازيغ كأقلية موجودة في مصر.
*إذا وقبل ان ننسى ما هو الكونجرس العالمي للأمازيغ ومن يموله؟
الكونجرس العالمى الأمازيغى منظمة دولية حقوقية غير حكومية ، تأسست فى باريس عام 1995 ، وتهدف إلى الدفاع عن حقوق الشعب الأمازيغى فى كل مكان فى العالم ، وتتمتع بصفة المراقب الدولى فيما يتعلق بحقوق الأمازيغ ، وأنا مسؤل ملف أمازيغ مصر بالمنظمة.
* ولماذا اذا رفضت اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية مشاركتكم فى متابعة العملية الإنتخابية الاخيرة؟
ليس من باب التشكيك الذي أشمه في سؤالك، ولكن ما حدث انه بناء على دعوة عامة من اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية ، تقدمنا بطلب رسمى للمشاركة فى متابعة العملية الإنتخابية ، وذلك وفقا للشروط التى أعلنتها اللجنة على موقعها الرسمى ، إلا أننا فوجئنا برفض اللجنة لنا بدعوى أننا لن نستطيع المتابعة فى كافة أنحاء الجهمورية ، وما أغضبنا أن هذا الشرط لم يكن ضمن الشروط التى أعلنت عنها اللجنة مسبقا ، طبعا من حق اللجنة أن تضع الشروط التى تحلوا لها ، ولكن من حقنا أن نطلع على كل الشروط من البداية.
* لا أحد يشكك في انتمائك ولكن هناك اسئلة تدور حول ارائك وتصريحاتك التي تفوح بتفضيل انتمائك الامازيغي على الانتماء العربي؟
– ليست مسألة تفضيل لكني امازيغية وأشرف أن اكون امازيغية فليس لي جذور عربية، اضافة الى ان تاريخ العرب مع الامازيع صعب .
* ماذا تقصدين.. هل هناك عداء بينكم كامازيغ وبين العرب؟
– نعم.. هذا العداء يعود الى فترة الغزو العربى لشمال أفريقيا ، فقد جاؤا إلينا بجيش قوامه 10 آلاف جندى بقيادة “عقبة بن نافع الفهرى” ، الذى إتخذ من قرية “القيروان” قاعدة له ولقواته وبنى بها مسجدا صغيرا ، ثم أشاع أنه بنى مدينة اسمها القيروان ، عقبة بن نافع بالنسبة لنا مجرم حرب ، لأنه إرتكب فى حق الأمازيغ جرائم ضد الإنسانية.
* إذا كان هذا حالكم مع “عقبة بن نافع” كيف دخلتم فى الإسلام إذن؟
_الأمويين زوروا تاريخ شمال أفريقيا ، وكتبوا قصصا تتماشى مع أهوائهم ومصالحهم ، ومن هذه القصص المزورة قصة دخول الأمازيغ للإسلام ، يعود الفضل فى هذا إلى “الإمام الحسين بن على” ، حيث كان أحد قواد الجيش العربى فى شمال أفريقيا تحت قيادة “عقبة بن نافع الفهرى” ، ولأن الأمازيغ قديما كانوا ماهرين فى السحر الأسود ، فقد أعدوا للجيش العربى تحويطات سحرية تجعلهم يشاهدون ثعابين وعقارب فى كل مكان لبث الرعب فى نفوسهم ، فما كان من الإمام الحسين (رضى الله عنه) أن قرأ آيات من القرآن الكريم فأبطل السحر وإختفت العقارب والثعابين ، وكان بقية الجيش إذا قرأوا نفس الآيات التى كان يقرأها الامام الحسين يفشلون فى إبطال مفعول السحر ، السحر كان يبطل بقراءته هو فقط ، هذا الموقف لفت انتباه أجدادنا وقتها وأثار فضولهم نحو هذا الرجل الغامض؟ وهذا الكلام الذى يقوله فيبطل به السحر بهذه السهولة؟ ، فذهب إليه أجدادنا وعرفوه ، فما كان منهم إلا أن دخلنا فى دين الله أفواجا ، وترك الامام الحسين الجيش وتفرغ للدعوة وإلتف حوله الأمازيغ ، فأشعل ذلك نيران الغيرة فى قلب “عقبة” الذى أرسل بدوره إلى الخليفة “معاوية بن أبى سفيان” يخبرة بخوفه من إلتفاف الأمازيغ حول الحسين وخشيته من أن يستقوى الحسين بهم ويستخدمهم فيما بعد لحرب بنى أمية واسقاط حكمهم ، فما كان من معاوية إلا أن أمر بإستدعاء الحسين بأقصى سرعة ، وعندما كتب الأمويون تاريخ شمال أفريقيا تجاهلوا أى ذكر للإمام الحسين هناك ، ونسبوا فضل إعتناق الأمازيغ للإسلام الى رجلهم السفاح عقبة بن نافع الفهرى.
* وهل حقا لا تعتقدون بوجود شخصية طارق بن زياد؟
– طارق بن زياد” شخصية وهمية إختلقها الأمويون نكاية فى رجلهم “موسى بن نصير” فاتح الأندلس ، وذلك عقب إنقلابهم عليه وإعتقاله ومصادرة أمواله وممتلكاته ، ولدينا العديد من الادلة التى تثبت ذلك.
* وكيف استوطن الأمازيغ مصر؟
– جاء الأمازيغ إلى مصر منذ حوالى 3 آلاف سنة تقريبا من خلال موجتين من الهجرة السلمية ، الموجة الأولى فى عهد الملك رمسيس الثالث ، الذى قرر الإستفادة من الأمازيغ النازحين بإستخدام بعضهم كمرتزقة فى الجيش المصرى ، وسمح للباقين بالإستيطان فى الأراضى الغربية لمصر بشرط أن يقوموا بزراعتها ، وخلال 250 سنة زاد عددنا فى مصر بشكل كبير ، وفى عهد الأسرة ال21 كان الجيش المصرى كله من الأمازيغ ، وتزوج قائد الجيش الضابط الأمازيغى “شيشينق” من ابنه الملك “بسونس الثانى” آخر ملوك هذه الأسرة ، والذى تولى حكم مصر سلميا بعد وفاة الملك وبرغبة الشعب المصرى ، كان ذلك يوم 13 يناير عام 950 ق.م ، وهو بدء التقويم الأمازيغى الذى نحتفل به كل عام حتى الآن .. أما الموجة الثانية فجاءت مع جيش “المعز لدين الله الفاطمي” رابع خلفاء الدولة العبيدية في المغرب ، والذي قرر غزو مصر ، وقد أرسل المعز لدين الله جيشاً قوامه 100 ألف جندي لغزو مصر بقيادة مملوك له يدعى “جوهر الصقلي” ، وكان غالبية هؤلاء الجنود من الأمازيغ وتحديداً من قبيلة “كتامة.
* وما موقف الامازيغ من اعادة ترسيم المحافظات ومحافظة سيوة او الواحات التي سيعلن عنها؟ هل فيها فوائد إقتصادية وسياسية وأمنية؟ وهل إنشاؤها له علاقة بالإنتخابات البرلمانية وتقسيم الدوئر؟
– أرى أن إعادة ترسيم حدود المحافظات فى صالح سيوة ، فهو يحولها من مدينة تابعة لمحافظة مطروح إلى محافظة مستقلة بذاتها ، وبالتالى سيحظى هذا الوضع بإهتمام سياسى وأمنى مميز ، أما عن تقسيم الدوائر الإنتخابية فالوضع لن يختلف كثيرا ، فى كل الأحوال عدد الأمازيغ قليل ولا يمكنهم من المنافسة الإنتخابية.
* وهل هناك تكتل أو تيار يقف ورائكم أو تحالفتم معه؟ وهل عددكم يمكنكم من الضغط فى أى إتجاه؟ وكيف ستصلون إلى غايتكم وتحقيق أهدافكم التيىعملتم من أجلها فى الدستور؟
-للأسف لا يوجد أى تكتل أو تيار مهتم بنا إطلاقا ، نظرا لقلة عددنا الذى لا يغرى الأحزاب سياسيا للتعاون معانا ، ونحن ننوى أن نتقدم إلى السيد رئيس الجمهورية بعدد من المرشحين ليختار من بينهم مرشحا يقوم بتعينه ضمن النواب المعينين من قبل الرئيس ، ولذلك لعدم إستطاعتنا المنافسة فى الإنتخابات البرلمانية ، نظرا لقلة عددنا وتوزيعنا السكانى على عدة مناطق متفرقة.
* وبمناسبة العداء التاريخي مع العرب، ما موقفكم من الأحداث الجارية الآن فى غزة؟
-ما يحدث حاليا فى غزة هو مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى ، وبما أننا لسنا عرب ولسنا إسرائليين فنحن ننأى بأنفسنا عن التدخل فيما لا يعنينا ، لدينا ما يكفينا من المشاكل ولا نحتاج للمزيد ، إن أولاد العم يتصارعون معا ، يعنى موضوع عائلى.
