عبد الحليم خدام: هكذا كانت آخر أيام حافظ و أول أيام بشار (فيديو)

10 يونيو 2023Last Update :
خدام مع بشار الأسد- تشرين الثاني 2000 (AFP)
خدام مع بشار الأسد- تشرين الثاني 2000 (AFP)

عبد الحليم خدام: هكذا كانت آخر أيام حافظ و أول أيام بشار (فيديو)

تركيا بالعربي – عبادة كنجو

في مثل هذا اليوم، في 10 حزيران من عام 2000، توفي حافظ الأسد، رئيس النظام السوري السابق، حيث تم تسليم السلطة لابنه بشار والذي يشغل حاليًا منصب رئيسا للنظام في سوريا.

وذكر عبد الحليم خدام، الذي كان يشغل منصب “نائب الرئيس” في تلك الفترة الحساسة والمصيرية في تاريخ سوريا المعاصر، يروي في مذكراته تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة حافظ الأسد والأحداث التي تلاها، والتي ساهمت في تولي ابنه رئاسة النظام، وسفره إلى فرنسا، وإعلان انشقاقه هناك.

وفي مقال نُشر في موقع مجلة “المجلة”، تم استعراض الجزء المتعلق بتلك الفترة، استنادًا إلى مذكرات عبد الحليم خدام التي حملها معه إلى مكان إقامته الأخير في باريس، العاصمة الفرنسية. وفيما يلي نص تلك الفقرات التي تم تحريرها من قِبَل “المجلة”: “قبل أسبوع من وفاة الرئيس حافظ الأسد، كان هناك موعد محدد معي. صباح ذلك اليوم، اتصل بي وأخبرني أنه يشعر بالتعب، واتفقنا على مقابلته بعد بضعة أيام حينما يشعر بتحسن صحته.”

وأضاف: كانت لدي العادة أن أذهب إلى بانياس، الموجودة على الساحل الغربي للبلاد، خلال عطلات نهاية الأسبوع. وفي ذات يوم صادف صباح يوم الأربعاء السابع من يونيو/حزيران عام 2000، قمت بالاتصال بالرئيس لأسأله إذا كان بإمكانه أن يلتقي بي، وإلا فسأتوجه إلى بانياس”.

وأردف: تمت المكالمة، وتحدثنا لفترة طويلة عبر الهاتف عن الصحة وخاصة عن كيفية تأثير التقدم في العمر على الإنسان. قال لي: “أنت وحدك تعرف كيف تعتني بصحتك. في الوقت نفسه، أجسامنا نحن ورفاقنا تتأثر بالإهمال وعدم الاهتمام بصحتهم. منذ فترة الشباب، كنت تمارس الرياضة وتستمتع بالبحر وتتسلق جبل بلودان في ريف دمشق”.

أجبته قائلًا: “ألست تذكر كم كنت أنصحك بأخذ الراحة والإجازة بعض الوقت خلال الأسبوع والعام. نصحك الأطباء بعد تجاوزك أزمة القلب بأهمية الراحة وعدم زيادة العمل. كنت تقوم بواجباتك كرئيس جمهورية وكذلك كرئيس لأجهزة الأمن. وضعت عبئًا ثقيلًا على عاتقك فيما يتعلق بشؤون الدولة ومؤسساتها، وكان من المفترض أن توزع بعض الصلاحيات الأساسية على نوابك والحكومة”. أجاب قائلاً: “صحيح، لقد حملت أعباء تفوق طاقتي”. وتحدثنا عن مرض الجنرال حكمت الشهابي، الرئيس السابق لأركان الجيش، ومعاناته (توفي في عام 2013). استمر الحديث لأكثر من نصف ساعة، وسألني عن موعد عودتي من بانياس، فأجبته: “سأعود صباح يوم السبت”. فقال لي: “عندما تصل (إلى دمشق)، اتصل بي”.

أبلغني القصر، أن الدكتور بشار ينتظرني في المنزل، وهنا أدركت أن الرئيس حافظ، قد توفي أو في حالة وفاة

سافرت يومها إلى بانياس، وأمضيت ما تبقى من يوم الأربعاء ويومي الخميس والجمعة، وصباح يوم السبت توجهت إلى دمشق، وعند وصولي إلى المنزل، أخبروني أن “بيت الرئيس” في القصر الرئاسي طلبني، فاعتقدت أن الطلب من أجل لقاء الرئيس، فاتصلت بمقسم (مركز الهاتف) القصر، فأبلغني أن الدكتور بشار ينتظرني في المنزل، وهنا أدركت أن الرئيس حافظ ربما يكون قد توفي أو في حالة وفاة، فغيرت ثيابي وتوجهت إلى منزل الرئيس، ورأيت أمامه سيارات أعضاء القيادة القطرية وجمعا من العسكريين، وعندئذٍ تيقنت من وفاته.

دخلت إلى قاعة الاستقبال فوجدت أعضاء القيادة والدكتور بشار الأسد، واللواء آصف شوكت (مدير المخابرات ونائب رئيس الأركان وصهر الرئيس حافظ الأسد)، وكان النقاش يدور حول إعلان الوفاة وحول الآية القرآنية الكريمة، التي يجب أن توضع في إعلان الوفاة (النعي).

وفي مساء العاشر من يونيو/ حزيران، اجتمعت مع الدكتور بشار الأسد في منزله، وتحدثت عن الوضع وإجراءات الأيام المقبلة.

وفي الثالث عشر من يونيو/حزيران، توجهنا إلى القرداحة ووصلناها مساء، وتم الدفن، وقد حضر التشييع عدد من المسؤولين العرب.

وبعد انتهاء مراسم الدفن وتلقي التعازي عدت إلى منزلي في بانياس الساعة التاسعة مساء، وبعد وصولي تبلغت أن قائدا عربيا يريد لقائي في دمشق. توجهت إلى العاصمة، وبعد وصولي مباشرة توجهت إلى “قصر تشرين” ووجدت الضيف الكبير في انتظاري. تحدثنا عن شخصية الرئيس حافظ الأسد الذي كان يكن له الكثير من المودة، ثم انتقل الضيف إلى الحديث عن الوضع في سوريا، وقال:الآن الناس في حالة حزن وبعد شهر أو شهرين سيزول الحزن وقد يتحركون ضدكم وقد تحركهم بعض الجهات الخارجية، لذلك أتمنى يا “أبو جمال” (خدام) أن تقف بجانب الدكتور بشار وأن تتعاونوا جميعكم معه لمصلحة البلاد، ثم أضاف ان بلاده لا تقبل أن يضرب الاستقرار في سوريا. أكدت له أن لا أحد يستطيع أن يضرب الوحدة والاستقرار في سوريا وأن لا قلق من القوات المسلحة. بعد انتهاء اللقاء ودعت الضيف وعدت إلى منزلي.

عقد المؤتمر القطري التاسع لحزب “البعث” بين 17 و21 يونيو/حزيران 2002، وهو أول مؤتمر ينعقد بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد. قبل المؤتمر ببضعة أيام تناقشت مع الدكتور بشار حول هيكلة القيادة القطرية لحزب “البعث”، وكانت وجهة نظره عدم إجراء تغيير واسع حتى لا يقال إنه أبعد الذين تعاونوا مع والده.

“البعث” بعد “الرفيق”

وفي المؤتمر تقرر تشكيل لجنة برئاسة الدكتور بشار الأسد وعضويتي وآخرين، لاقتراح أسماء أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء القيادة القطرية على المؤتمر. وخلال استراحة الظهر في اليوم الأخير، توجهت إلى دمشق مع رفاق في الحزب لتناول الغداء عندي. وعند وصول السيارة إلى أوتوستراد المزة، رن الهاتف وكان المتكلم السيد محيي الدين مسلماني، مدير مراسم رئاسة الجمهورية، وأبلغني أن اللجنة تجتمع الآن وبالتالي عليّ العودة للمشاركة. أوقفت السيارة وغادرها الثلاثة، وعدت إلى مجمع المؤتمرات، وعند وصولي دخلت الغرفة التي يجري فيها الاجتماع، وجرت مناقشة تشكيلة القيادة ثم اتخاذ قرار فيها.

بعد إجراء الاستفتاء للرئيس بشار الأسد وأدائه يمين القسم، اجتمعت بالدكتور بشار بتاريخ 23 يوليو/تموز في العام 2000 وقدمت له مذكرة حول قضايا الإصلاح الحزبي والسياسي وحول الموقف من التحديث، واجتمعت معه في اليوم اللاحق لمناقشتها، وقد رحب بالأفكار، واقترح أن تناقش في القيادة القطرية، وبالفعل جرت مناقشة الأفكار في القيادة وكانت وجهة نظره أن الأولوية يجب أن تكون للإصلاح الاقتصادي ووافقه أعضاء القيادة الرأي.

التقيت لأول مرة بالدكتور بشار في القرداحة في مناسبة وفاة شقيقه باسل الأسد، كما كنت التقيت لأول مرة بباسل الأسد أثناء وفاة جدته. ولم تكن لي أي اختلاطات مع أولاد الرئيس حافظ أو غيرهم من أولاد المسؤولين لأسباب تتعلق بالعمر، ولكن كانت هناك علاقات ودية وصداقة بين الأبناء.

خلال وجودنا في القرداحة في عزاء المرحوم باسل، تقرر إنهاء البعثة الدراسية للدكتور بشار في لندن. وبالفعل عاد الأسد وبدأ نشاطاته وأرسل إلى دورة تدريبية عسكرية.

وبعد تخرجه باشر دورا يتعلق بقضايا الجيش، وأيضا بقضايا الحكومة. وقد أقام السيد سليمان فرنجية علاقات وثيقة معه كما كان الأمر مع شقيقه (الراحل في 1994) باسل، وكذلك فعل السيد طلال أرسلان، والسيد ميشال سماحة اللذين عارضا حكومة (الراحل) رفيق الحريري، كما فتح سليمان فرنجية بابا لعلاقات بين قائد الجيش اللبناني العماد إميل لحود، والأسد.

لقد ناقشت الموضوع مرارا مع الرئيس حافظ، وأعطيته كل الأسباب التي تدعوني للاعتراض على ترشيح لحود. وبعد انتخاب لحود (في العام 1998) طلبت من الرئيس حافظ الأسد إعفائي من الملف اللبناني لأن موقفي من انتخابه كان معروفا، وبالتالي فإن هذا سيؤثر على العلاقات بيني وبينه، فوافق الرئيس حافظ الأسد، وبذلك انتهت الإدارة السياسية للملف وتخليت عن المهمة في لبنان.

كنت التقيت بالدكتور بشار بعد ذلك عدة مرات وكان حديثه ما زال مركزا حول إصلاح النظام وتطويره بعد تحديد موعد للمؤتمر القطري. وفي إطار تعاوني مع الدكتور الأسد قدمت مقترحات. وفي المجال الاقتصادي قدمت دراسات تتضمن الإصلاح الاقتصادي في كل قطاعات الاقتصاد الوطني، كما قدمت دراسات حول الإصلاح الإداري والقضائي والتعليمي، وقد درست القيادة القطرية في “البعث” المسألة الاقتصادية لأكثر من شهر ونصف وتوصلت إلى وثيقة شاملة تبنت معظم الأفكار التي تقدمت بها، ومع ذلك لم يجر أي عمل جدي في تنفيذ الإصلاح الاقتصادي، وكانت الموقف أن الإصلاح الاقتصادي دون وجود إصلاح إداري سيبقي حالة الاقتصاد سيئة.

مع اقتراب موعد المؤتمر القطري المحدد انعقاده في يونيو/حزيران2005، حضّرت نفسي لعملية الاستقالة من جهة، والخروج من البلاد لقضاء بضعة أشهر حتى أعد نفسي لمرحلة جديدة بعيدا عن السلطة ومتاعبها من جهة ثانية.

قبل عقد المؤتمر ببضعة أيام، عقدت القيادة القطرية اجتماعا لمناقشة التقارير التي ستقدم للمؤتمر، وأخذ أعضاء القيادة يتبارون في مدح الإنجازات العظيمة.

كنت مقررا أن لا أتحدث في هذا الاجتماع، لكنني وجدت نفسي مضطرا للحديث، فقلت: “سأقول بضع كلمات وليس حديثا موسعا”، حيث تحدثت بالتفصيل عن الوضعين الداخلي والخارجي.

بعد أن أنهيت كلماتي، أخذ الحديث وزير الخارجية فاروق الشرع، وقال: “أستغرب تشاؤم الرفيق أبو جمال. الشعب كله معنا وليس هناك أحد ضدنا”. وبدأ يحكي، فقاطعته: “هل الشعب معنا لأنه جائع؟ وهل الشعب معنا لأنه إذا أراد أحد التوظف في الدولة يُرفض لأنه غير حزبي؟ وهل الشعب معنا لأن الفساد منتشر في الدولة؟”.

بعد انتهاء الجلسة، وقفت مع الدكتور بشار، وأبلغته أني أود مقابلته قبل المؤتمر، فاتفقنا على اللقاء في اليوم التالي صباحا. ذهبت إليه وتناقشنا حول المؤتمر، وحول القيادة المحتملة، وأبلغته، أنني سأعلن استقالتي من كافة مناصبي الحزبية والسياسية في الدولة. كما أنني سأغادر بعد المؤتمر إلى باريس للاستراحة من جهة ولإعداد مذكراتي للنشر، واضفت: “يكفيني قرابة ستين عاما من العمل الحزبي وأكثر من 41 عاما من العمل في الدولة”. في الواقع كانت الجلسة هادئة ومريحة.

وفي اليوم اللاحق، قبل انعقاد المؤتمر بساعات، تكررت الطلبات مني كي لا أتحدث في الجلسة الصباحية لاجتماع اللجنة السياسية التي تناقش قضايا السياستين الداخلية والخارجية. كنت أول المتحدثين وبدأت حديثي بإعلان استقالتي من مناصبي الحزبية والسياسية، وقلت: “لقد أمضيت قرابة ستين عاما من العمل في الحزب منذ تأسيسه و41 عاما في السلطة، وآن الأوان لكي نفسح الطريق أمام الأجيال الصاعدة”، ثم انتقلت للحديث عن السياسة الداخلية(…) والسياسة الخارجية وعن الوضعين العربي والدولي، وعن الخمول في سياستنا الخارجية وغياب المبادرة وتراجع مواقعنا في الساحتين العربية والدولية. كما تحدثت عن العلاقات المتوترة بين سوريا وعدد من الدول العربية. حاول الشرع مقاطعتي، فطلبت منه أن لا يقاطع، وسأكمل حديثي.

بعد انتهاء اللجنة الأولى جاءني محيي الدين مسلماني مدير إدارة المراسم في القصر، وأبلغني أن الرئيس يريدني، فتوجهت إلى مكتبه. تحدثنا، ثم سألني: “متى ستسافر؟”. فقلت له بعد انتهاء المؤتمر، فقال: “سأتحدث معك قبل سفرك”. ودعته وتوجهت إلى المنزل.

سار المؤتمر بشكل طبيعي كالعادة، لكن كانت المناقشات فيه أكثر صراحة وأكثر جدية. وفي الجلسة الأخيرة تم تفويض الأمين القطري بشار الأسد بترشيح أسماء أعضاء القيادة القطرية، وفي نهاية الجلسة أعلنت الأسماء.

بعد انتهاء المؤتمر القطري لحزب “البعث” بيوم، اتصل بي الأسد وتحدثنا عن المؤتمر، وقلت انني سأمضي في باريس بضعة أشهر، وسأجهز لنشر مذكراتي عن تاريخ سوريا المعاصر. في الواقع كان حديثا فيه “روح طيبة” وتناولنا لقائي المحتمل مع الرئيس جاك شيراك، وكنت أتمنى تحقيق مقترحاتي. لو حصل لما سارت الأحوال في سوريا إلى هذا الوضع في 2011.

(توفي عبد الحليم خدام في آذار 2020 بفرنسا)

رابط التحقق من ملف اعادة توطين لدى مفوضية اللاجئين

تركيا بالعربي – فريق التحرير

“جاء الزلزال كالمخرج المنتظر لنا، رغم خسارتنا كل ما نملك. لقد أنهى ثلاثة أشهر من الانتظار المرهق والملف العالق لدينا لدى مفوضية اللاجئين منذ سنوات”، وبهذه الكلمات تحدثت الشابة يمنى حلاق عن الفرصة التي حصلت عليها للسفر خارج تركيا والتي كانت تنتظرها منذ سنوات.

وبعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وأربع محافظات سورية في السادس من شباط الماضي، فتحت مفوضية اللاجئين في تركيا ملفات جديدة للاجئين السوريين المتضررين وأعادت تقييم ملفات قديمة لعشرات الأشخاص الذين كانت ملفاتهم معلقة منذ سنوات.

بالنظر في ملفاتهم، واقتصر تواصلها مع العائلات عند تحديد موعد المقابلة فقط، ما أثار موجة تساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي من سوريين في تركيا، حول طريقة التأكد من وجود ملف للسفر.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 3.4 مليون لاجئ، وكان يقيم ما يقارب نحو مليون و750 ألف شخص منهم في مدن الجنوب التركي التي وقع فيها الزلزال مؤخرًا.

بعد سنوات

انتظرت اللاجئة السورية، يمنى حلاق، التي كانت تقيم في مدينة أنطاكيا (جنوبي تركيا)، مع عائلتها المكونة من ستة أشخاص، اتصال المفوضية لأربع سنوات، ورغم أن ملفهم يضم حالة طبية، لم يأتِ الاتصال إلا بعد حدوث الزلزال بخمسة أيام لتحديد مقابلتهم الأولى.

نُقلت يمنى حلاق مع عائلتها إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث أقامت لشهر كامل على حساب المفوضية، أجرت خلاله مقابلة مع لجنة تابعة للمفوضية طرحت عليهم أسئلة دقيقة، واستمعت لكل من أطراف العائلة على حدة، لتحدد بعد قرابة الشهر وجهة سفرهم نحو ألمانيا، بناء على رغبتهم.

انتقلت العائلة بعدها إلى اسطنبول، وأجرت في مكتب المفوضية مقابلتها الثانية مع الوفد الألماني في مدينة إسطنبول، لتتلقى العائلة بعدها خبرًا مفاده بأن موعد السفر أصبح قريب.

ويحتاج صاحب الملف مجموعة من الأوراق الثبوتية في سوريا وتركيا منها، دفتر العائلة السوري، بطاقة هوية الحماية المؤقتة (الكيملك)، سند الإقامة، دفتر الخدمة العسرية، وجوازات سفر إن وجدت، وغيرها من الأوراق التي توضحها المفوضية عند المقابلة الأولى.

وفي بيان سابق لوكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA)، احتل السوريون المرتبة الأولى في طلبات اللجوء المقدمة من تركيا إلى الاتحاد، وذلك بعدد 117 ألف شخص، في عام 2021.

ظروف صعبة فاقمها الزلزال

عقب الزلزال فرضت رئاسة الهجرة التركية قيودًا على السوريين المتضررين المقيمين في المناطق المتأثرة بالزلزال، للانتقال إلى ولايات أخرى، منها شرط الحصول على إذن سفر لمدة ثلاثة أشهر، فيما تم تخفيضه لاحقًا إلى 60 يوم.

كارثة الزلزال قوبلت بمضايقات تعرض لها الأتراك والسوريين الذين اضطروا للنزوح خارج مناطقهم، منها رفع قيم الإيجارات الشهرية للمنازل لأرقام تعتبر أكبر بكثير من قدرتهم المادية على دفعها، فضلًا عن شروط تقييد النفوس التي تفرضها وزارة الداخلية التركية على السوريين، ما زاد من التعقيدات أمامهم، وجعل اللجوء خارج تركيا أحد خياراتهم.

وفي شباط 2022، أعلنت وزارة الداخلية التركية، آلية فرضت بموجبها قيودًا على إقامة السوريين المسجلين داخل تركيا ضمن بند “الحماية المؤقتة”، بهدف التحكّم بمناطق الاكتظاظ والتركيبة السكانية في الولايات التركية، بحيث لا تتجاوز نسبة الأجانب في الحي 25% من السكان.

وكخيار بديل، ولعدم قدرتهم على مجاراة الظروف الاقتصادية في الولايات الأخرى، استفاد مئات الآلاف من السوريين من متضرري المناطق التركية المنكوبة، من الإجازة “المؤقتة” التي أتاحتها تركيا، وتنص على السماح لهم بزيارة الأراضي السورية شريطة بقائهم هناك ثلاثة أشهر على الأقل وستة أشهر على الأكثر، وذلك لعدم قدرتهم على تحمل هذه الظروف.

عرفان قداح، لاجئة سورية كانت تقيم في ولاية هاتاي، قالت لعنب بلدي إنها علمت عقب الزلزال بأيام عن طريق الصدفة بفتح ملف لجوئها مع عائلتها بتاريخ 23 من شباط الماضي، وذلك عبر زيارتها لرابط تابع لمفوضية اللاجئين، رأته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الغرض، ليأتي اتصال المفوضية بعد ذلك بشهرين، ويبدأ تقدم الملف.

وأوضحت عرفان، أن سبب طلب عائلتها اللجوء إلى أوروبا، هو حاجة طفلها إلى عملية زراعة كلية، مشيرة إلى أنها منذ لجوئها إلى تركيا عام 2016 دخلت “غرفة الحماية” عدة مرات دون فائدة.

وتتبع “غرفة الحماية” لإدارات الهجرة في الولايات التركية، ويحول اللاجئ إليها بناء على قرار من موظفي إدارة الهجرة، وفق معايير محددة، لنقل معلومات ملفه بعدها عبر هذه “الغرفة” إلى المفوضية، وزيادة فرصه في الحصول على إعادة توطين في بلد ثالث.

مناشدة أممية

في أعقاب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، استقبلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في 4 من نيسان، مجموعة مكونة من 89 لاجئًا سوريًا في مطار توريخون العسكري في مدريد، وذلك بعد إجراءات سرعت عملية إعادة توطين اللاجئين، حسب تقرير نشرته في موقعها.

وحددت المفوضية أن المجموعة وصلت من المناطق المتضررة من الزلزال، في حين سيوفر تسجيلهم وتوثيقهم كلاجئين معترف بهم في إسبانيا.

وناشد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الدول لتسريع عمليات إعادة التوطين والمغادرة للمتضررين من الزلزال، من أجل المساعدة في حماية اللاجئين الأكثر عرضة للخطر، والمساعدة في تخفيف الضغوط الملقاة على المجتمعات المحلية التي تأثرت أيضًا بهذه الكارثة الإنسانية.

السوريون في الصدارة

تصدّر السوريون قائمة الجنسيات الأكبر عددًا في الطلبات المقدمة بدول الاتحاد الأوروبي، وبلغت 132 ألف طلب قدمه سوريون لعام 2022، إذ تزايدت طلبات اللجوء وفقًا لبيان “وكالة اللجوء” التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA) صدر في شباط الماضي.

وهذا ليس العام الأول الذي يحصل السوريون فيه على المرتبة الأولى في طلبات اللجوء، فبحسب تقرير الوكالة الأوروبية العام الماضي، احتل السوريون أيضًا أكبر الأرقام بعدد 117 ألف شخص.

ووفق “مفوضية اللاجئين” تجاوزت أعداد اللاجئين السوريين، الذين يعيشون حول العالم 5.5 مليون، بينما وصلت أعداد النازحين داخليًا لنحو 6.8 مليون شخص.

رابط التحقق من ملف اعادة توطين لدى مفوضية اللاجئين

وتداول مستخدمون رابطًا مخصصًا تابعًا للمفوضية يمكن عبره الإطلاع على حالة الملف في حال وجوده لدى مكتب المفوضية.

(للتحقق من الملف اضغط هنا)

وللمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر وبقية الأخبار >>> نترككم مع مداخلة للاعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:

المصدر: ريم حمود – برنامج مارس التدريبي

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.