لماذا لا تختلط مياه المحيط الأطلسي بمياه المحيط الهادئ؟.. اليكم الاعجاز في ذلك
من المهم تصحيح الأفكار الخاطئة المنتشرة حول عدم اختلاط مياه المحيطين الأطلسي والهادئ. فعلى عكس ما يشيع بعض الأشخاص، هناك اختلاط وتداخل للمياه بين المحيطين.
في الواقع، يحدث تداخل وتبادل للمياه بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ من خلال التيارات البحرية. تعمل التيارات البحرية على نقل المياه الدافئة والباردة والأملاح والمواد العالقة عبر المحيطات.
على سبيل المثال، يعمل تيار الخليج الشمالي على نقل المياه الدافئة من الخليج الشمالي للمحيط الأطلسي. بينما يعمل التيار البيرو الجنوبي على نقل المياه الباردة من المحيط الهادئ إلى المحيط الأطلسي.
هذه التيارات تتفاعل وتتداخل مع بعضها البعض على طول الحواجز البحرية وفي نقاط أخرى، مما يسمح بنقل المياه والعناصر الأخرى بين المحيطين. وتؤثر هذه العملية على الأنظمة البيئية والتوازن الحراري والتيارات البحرية في المنطقة.
لذا، يجب تصحيح الاعتقاد الخاطئ حول عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي والهادئ، والاعتراف بالتداخل والتبادل المستمر للمياه والعناصر الأخرى بينهما من خلال التيارات البحرية.
وبحسب الدراسات فإن التمييز بين مياه المحيط الأطلسي ومياه المحيط الهادئ عند نقطة التقائهما تكون عبر ملاحظة اختلاف لونيهما.
وتوضح أن المياه ليست متشابهة في كل الأجسام المائية، لافتة أن لكل مياه أو مسطح مائي خصائص تختلف عن المسطحات المائية الأخرى في عدة عوامل، منها الكثافة ودرجة الملوحة والتركيب الكيميائي.
وتشير إلى أن العوامل آنفة الذكر تسبب اختلافاً في لون مياه المحيطين الأطلسي والهادئ، مما يجعلنا نشعر بوجود جدار غير مرئي يفصل بينهما.
وحول إمكانية وجود جدار بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ ، تؤكد الدراسات وجود حـ.ـاجز غير مرئي بينهما يسمى “كلين”، وهو حـ.ــاجز لا يمكن رؤيته ويفصل بين المجسمات المائية التي لها خصائص فيزيائية وبيولوجية مختلفة.
ومما سبق نستنتج أن الخط الفاصل لا يقتصر وجوده فقط بين مياه المحيط الأطلسي ومياه المحيط الهادئ، إنما هذا الخط من الممكن ملاحظة فصله بين أي مجسمين مائيين تختلف فيهما الخواص الفيزيائية.
مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ
التقاء بحر البلطيق مع بحر الشمال
ووفقاً للدراسات، فإن هذا المشهد الرائع يظهر عندما تكون المياه في المحيط أو البحر أكثر ملوحة بخمس مرات على الأقل من المحيط أو البحر الذي يجاوره.
أما بما يخص عدم اختلاط مياه المحيط الأطلسي بمياه المحيط الهادئ، فتوجد أسباب إضافية أدت إلى عدم اختلاطهما، مثل اختلاف قوة التـ.ـوتر السطحي بين مياه المحيطين.
ويضاف إلى ذلك أن قوة التـ.ـوتر تلك تؤدي إلى تماسك جزيئات المادة مع بعضها البعض، وباختلاف شدتها بين مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ تحول دون اختلاطهما.
كما أن الخطوط الحرارية التي تتشكل بين سطوح المياه ذات درجات الحرارة المختلفة والخطوط الكيميائية التي تنتج عن التركيب الكيميائي المختلف للماء، قد شكل خطاً فاصلاً يمنـ.ـع امتزاج مياه المحيطين مع بعضهما البعض.
في الختام، نُذكر أن هناك أمثلة أخرى عن بحار ومحيطات تتلاقى مياهها ولا تختلط، مثل التقاء بحر الشمال وبحر البلطيق، والتقاء مياه البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي، وكذلك التقاء مياه البحر الكاريبي بمياه المحيط الأطلسي.
تركيا بالعربي – متابعات
Sorry Comments are closed