رئيس تحرير صحيفة عربية: الحدود السورية مع بلدنا باتت “شعلة ملتهبة” ولا أعتقد سننتظر تحرك دمشق
تركيا بالعربي – ربا عز الدين
نشر رئيس تحرير مجلة “الغد” الأردنية “مكرم أحمد الطراونة” مقالاً بعنوان “دمشق.. عندما تتذاكى على الأردن”، وحمّل من خلاله النظام السوري المسؤولية في التقاعس عن حل ملفات عدّة من شأنها التأثير على المملكة الأردنية، و أبرز الملفات هي ملف “المخدرات، وتغلغل إيران، ومشكلة المياه”، وذلك رغم وجود تنسيق مسبق بين الطرفين.
حيث قال “الطراونة” في مقاله: “يصر النظام السوري على أن يتظاهر بأنه يتعاون مع الأردن، في حل الملفات الشائكة على الحدود المشتركة، ولم تسفر الاجتماعات الأمنية بين عمان ودمشق عن أيّ نتائج بهذا الخصوص إلى اليوم، سوى قيام الطيران الأردني بتنفيذ عملية استهدفتْ أحد كبار تجّار المخدرات في الداخل السوري”.
وأضاف: “يملك النظام السوري دائماً خيارات عدة لوضع حد لهذه “المهزلة” التي تًهدد أمن الأردن، فرغم الدبلوماسية الأردنية التي تجتهد في الضغط على النظام السوري، إلا أن ذلك لم يؤتِ أُوكله حتى اليوم، نتيجة لما وصفه “التذاكي السوري”.
وأما عن تعاون عمان ودمشق في إنهاء ملف “المخدرات”، قال “الطراونة”: “سلمت عمان دمشق منذ مدة أسماء أربعة أشخاص من كبار تجّار المخدرات لاتخاذ إجراءات أمنية بحقهم، والقضاء على عملياتهم الحدودية الخطيرة، إلا أن الأخيرة لم تكلّف نفسها عناء المساعدة في هذا الجانب، وتناستْ الطلب الأردني وكأنّه لم يكنْ، فيما هؤلاء الأشخاص ما يزالون يعملون بحرية تامّة، تحت سمع وبصر “سوريا” التي تغض الطرف عنهم كليا”.
وعن الموضع المتعلق بالمياه، قال: “لايزال الأردن ينتظر مليوني متر مكعب من المياه من سوريا منذ أكثر من عامين، بينما تماطلُ دمشقُ في تنفيذ ذلك، رغم الاتفاق الثنائي على الكمية”.
من جهة أخرى وصف مماطلة دمشق لهذه المدة قائلاً: “هذه المدة لا تعكس سوى تعنت من النظام السوري لا يمكن تفسيره بصورة إيجابية أبداً، وتحديداً بعد تصريحات بشار الأسد لقناة سكاي نيوز، وتأكيده على أن الحرب على المخدرات ليستْ حربَه، مبرراً ذلك بأنه لم يوجدها أصلاً، وأنّ على من أوجدها تحمّل المسؤولية”.
وتابع في مقاله قائلاً: “الحدود السورية الأردنية أصبحت اليوم “شُعلة نار ملتهبة”، وقد تحملت المملكة الكثير من الأعباء من أجل ضمان أمن واستقرار الدولة، إن ما يجري في الداخل السوري القريب من حدود الأردن يجعل من الصعب جداً الانتظار طويلاً حتى تقرر دمشق التحرك، إنْ كانت تفكّر بفعل ذلك أصلاً”.
واختتم مقاله مؤكداً بقوله: “الموقف السوري اليوم وتجاهله لهذه الملفات، وعدم تعاونه مع الأردن، سيضع بلاده أمام مسؤولية تأمين حدودها التي تمتد إلى نحو 378 كيلو متراً، وهو أمرغاية في الصعوبة، نظراً لحاجته لكوادر عسكرية ضخمة، وآليات عديدة، تحتاج أموالاً طائلة”.
Sorry Comments are closed