إنّ هذه الحرب الهمجية على الأطفال هي وصمة عارٍ فاضحة على جبين كلّ متخاذلٍ في هذا العالم، لذلك نطالبكم باستخدام نفوذكم للضغط على إسرائيل لوقف قصفها الذي يطال كلّ مكانٍ يحتمي فيه الأطفال، وتأمين إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل إطلاق حماس سراح المدنيين الرهائن لديها.
إنكم قادرون على حماية الأطفال وإنهاء هذه الحرب وعليكم أن تفعلوا ذلك قبل فوات الأوان.
إنّ ما حدث ويحدث في غزة أمرّ شخصيّ بالنسبة لي، فقد رأيت أصدقائي وقد أفقدتهم صدمة القصف وعيهم وهم يبحثون عمّن بقي من أحبائهم تحت الأنقاض، يائيسين لإعادة الحياة إلى الأجساد التي فقدت دفئها.
يُنذر الوضع بفاجعةٍ أكبر، حيث أمهلت إسرائيل مئات آلاف الأطفال في غزة ٢٤ ساعة فقط للخروج من المنازل التي لم تكتمل طفولتهم فيها أو مواجهة حكم الموت تحت الأنقاض.
إنها نكبة ثانية والعالم لا يحرك ساكناً – وهنا يأتي دورنا!
لا سبيل لوقف هذا الاعتداء الهمجي الذي يتعرض له الأطفال إلا بالتوصّل إلى اتفاقٍ تحرّر بموجبه إسرائيل الأطفال الفلسطينيين الأسرى وتوقف الاستهدافات الوحشية التي يتبعها جيشها ضدّ كلّ مكانٍ يحتمي فيه الأطفال، منزلاً كان أو مدرسةً أو حتّى أحضان أمهاتهم، مقابل إطلاق حماس سراح المدنيين الأطفال وعائلاتهم الرهائن لديها.
تستطيع آفاز اليوم أن تساعد في إيقاف هذه الحرب الشرسة، ويمكننا عبر توحيد كلمتنا أن نطلق حملةً عالميةً غير مسبوقة نطالب فيها قادة الولايات المتحدة وقطر وتركيا وألمانيا والدول العربية باستخدام نفوذهم للضغط على إسرائيل وحركة حماس لإنقاذ الأطفال.
تؤكّد مصادرنا أنّ تشكيل جبهة ضغطٍ عالمية قد تلعب دوراً مؤثراً في دفع طرفي النزاع لحماية الأطفال الأبرياء، وهو ما يجعل هذه الحملة من أهم الحملات التي يقوم بها مجتمع آفاز لإنقاذ أرواح العالقين على خطوط النار، لذا يجب أن يكون صوتنا اليوم أعلى من هدير الطائرات الإسرائيلية وانفجارات صواريخها.
يتطلب اتخاذ موقفٍ واضح من هذه القضية شجاعةً كبيرة، لكنّ العالم يلتزم جانب الصمت المستفزّ وهو يشاهد مأساة أطفال غزة المستمرّة نتيجة سياسات الفصل العنصري الوحشية التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدى عقود، والتي بلغت أقصاها بعد الهجوم الأخير الذي قام به مقاتلو حماس.
تبذل العائلات الغالي والنفيس لتأمين سلامة أطفالها، ولأن آفاز مخلصةٌ لمعناها وهو “الصوت”، فلا يمكننا أن نصمت، لأنّ الصمت بالنسبة لنا هو الوجه الآخر للظلم والعدوان، كما أن صوتنا اليوم أكثر أهميةً من أيّ وقتٍ مضى، لذا ندعوكم جميعاً للتوقيع على هذه العريضة وتحويلها إلى صرخةٍ لا يمكن تجاهلها في عواصم صنع القرار وستقوم آفاز بإيصالها إلى كبار القادة الذين يمكنهم القيام بما يلزم لإنقاذ أرواح الأبرياء قبل فوات الأوان.
تمتلك آفاز من القوة والشعبية ما يكفي لإحداث التغيير وإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال، ومع أننا نعمل مع الأطراف الرئيسية التي تدير المفاوضات بين طرفي الحرب، لكنهم لن يتخذوا الإجراء اللازم والحاسم ما لم تصبح صرخة المطالبين بوقف هذا العدوان أعلى من صوت القنابل التي تقضي على آخر بوادر الحياة في غزة.
Sorry Comments are closed