كل قطعة تساوي 20 دولار.. تعرف على العملة المعدنية الذهبية التي ان وقعت بيدك تُدخلك السجن

15 يناير 2024Last Update :
كل قطعة تساوي 20 دولار.. تعرف على العملة المعدنية الذهبية التي ان وقعت بيدك تُدخلك السجن

كل قطعة تساوي 20 دولار.. تعرف على العملة المعدنية الذهبية التي ان وقعت بيدك تُدخلك السجن

رُبَّما لا تحمل عبارة “النسر المزدوج” أي معنى بالنسبة لك، عزيزي القارئ، ولكن بالنسبة لفئة معينة من الأشخاص، تُمثِّل هذه العبارة مصدر فرح لأذنيهم، حيث يتبعون هواية جمع العملات المعدنية النادرة.

تُطلق عبارة “النسر المزدوج” على عملة ذهبية بقيمة 20 دولارًا أمريكيًا صُكت في عام 1933. في الفترة بين عامي 1907 و1933، قرر الرئيس الأمريكي آنذاك، روزفلت، تحسين تصاميم العملات المعدنية الأمريكية لتجعلها أكثر جمالًا. لهذا الغرض، اختار النحات الشهير ساينت غودينس للقيام بتلك المهمة، ومن تصميمها جاءت عملة النسر المزدوج الذهبية المعروفة باسم “عملة النسر المزدوج من ساينت غودينس”. وأطلق عليها اسم “النسر المزدوج” لأن قيمة عملة النسر العادية كانت تعادل 10 دولارات فقط، بينما كانت هذه العملة الذهبية تعادل 20 دولارًا.

في عام 1933، وفي ظل الكساد الاقتصادي الكبير الذي أصاب الولايات المتحدة، أصدر الرئيس روزفلت الأمر التنفيذي رقم 6102، الذي يحظر قانونيًا تخزين وامتلاك العملات الذهبية. ومن ثم، قامت الحكومة بسك عملات النسر المزدوج الذهبية التي تمتلكها المصالح المالية الأمريكية، وذابت معظمها، باستثناء قطعتين تم تسليمهما لـ “مجموعة العملات النادرة الوطنية الأمريكية” للحفاظ عليهما كتراث وطني للأجيال القادمة.

بينما كان من المفترض أن تتبقى اثنتان فقط من هذه العملات الذهبية النادرة، فإن هذا الأمر لم يكن صحيحا في الواقع، لأن ما تبقي من هذه العملات الذهبية الجميلة كان 22 عملة، مما يعني أن 20 منها قد سُرقت أو تم إخفاؤها، ولهذا فإن امتلاك هذه العملات هو أمر غير قانوني ويعاقب عليه القانون أيضًا، لأن جميعها كان من المفترض إذابته سنة 1933 عدا اثنتان في حيازة الحكومة لحفظهما للذاكرة الوطنية، وأي عملة نسر مزدوج ذهبية من سنة 1933 تعتبر في نظر القانون الأمريكي مسروقة من الخزينة الوطنية الأمريكية.

لأجل هذا السبب، عمدت الخدمة السرية الأمريكية في سنة 1944 إلى تأسيس فرقة مباحث خاصة للتحقيق في الإشاعات التي تقول بوجود عملات ذهبية من سنة 1933 في حيازة بعض الأشخاص، وفي نفس السنة، نجحت مجموعة التحقيق الآنفة في تعقب سبعة من هذه العملات النادرة، التي تبين لاحقًا أنها سرقت من طرف أمين صندوق مصلحة سك العملات الأمريكية والذي قام ببيعها لاحقًا عن طريق بائع المجوهرات (إسرائيل سويت)، وتم تقديم هذه العملات السبعة المسترجعة لتتم إذابتها هي الأخرى.

وبعد وقت قصير من هذه العملية الناجحة، نجحت فرقة التحقيق هذه كذلك في استرجاع وإذابة عملة ذهبية أخرى، ثم في سنة 1952 عثرت على عملة إضافية، ثم في سنة 2005، أي بعد ما ينوف عن نصف قرن من الزمن، تمكنت الحكومة الأمريكية من العثور على 10 عملات ذهبية إضافية تم سكها سنة 1933 في حيازة آل (سويت)، وبعد أخذ ورد في المحاكم الأمريكية، تم الإعلان عن تلك العملات ملكًا للحكومة الأمريكية، وهي الآن متواجدة في خزنة في (فورت نوكس).

من خلال جمع العملات التي تم العثور عليها على مر هذا المسار الزمني، نرى بأن الحكومة الأمريكية تمكنت من استرجاع 19 عملة ذهبية —عدا الإثنتان الموجودتان في المجموعة الوطنية للعملات—، مما يعني أنه لا تزال عملة نسر مزدوج ذهبي واحدة مفقودة.

قبل أن تعلم الحكومة الأمريكية بوجود أي عملات ذهبية مسروقة، كان الملك فاروق ملك مصر قد اشترى واحدة من بائع المجوهرات (إسرائيل سويت) سنة 1944، وعندما قام بشرائها، قدم طلبا بتصديرها إلى مصر لدى خزينة الولايات المتحدة الأمريكية.

الآن، ما كان من المفترض حدوثه هو أن ترد خزينة الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك الطلب بأن حيازة تلك العملة الذهبية بالذات هو أمر غير قانوني في ذاته لأنها قد سرقت من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1933، ثم تصادر تلك العملة وتنتهي القصة، لكن المثير هو أن الأمور لم تجر بهذا الشكل، حيث قوبل طلب الملك فاروق بالإيجاب بسبب خطأ اقترفه أحد المسؤولين لم يتم ذكر اسمه، وكنتيجة على ذلك وجدت تلك العملة الذهبية النادرة سبيلها إلى مصر.

كانت الحكومة الأمريكية ترغب في استعادتها بالطبع، لكن في سنة 1944 كان العالم كله تقريبا منشغلا بالحرب العالمية الثانية، والتي وجدت مصر نفسها في خضمها هي الأخرى، لذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية أن ذلك لم يكن الوقت الملائم لطلب استعادة عملة النسر المزدوج الذهبية.

في سنة 1952، تمت الإطاحة بالملك فاروق بعد انقلاب عسكري أقامه الضباط الأحرار، وكان من المفترض أن تسترجع الولايات المتحدة العملة الذهبية الوحيدة المتبقية خارج خزائنها، لكنها بطريقة ما اختفت من الوجود.

لم تعاود عملة النسر المزدوج الذهبية الظهور إلا سنة 1996، عندما تم خداع مالكها: تاجر عملات معدنية بريطاني يدعى (ستيفن فينتون)، لبيعها كجزء من عملية سرية نفذتها الخدمة السرية الأمريكية.

تم اعتقال (فينتون)، وبعد صراع طويل في المحاكم، اتفقت حكومة الولايات المتحدة معه على بيع العملة الذهبية في مزاد (سوثبي) العلني واقتسام الفائدة، فبيعت العملة مقابل مبلغ 7.59 مليون دولار لشارٍ لم يتم الإفصاح عن هويته، والذي صار المالك الوحيد لأغلى عملة 20 دولار أمريكية في التاريخ.

تركيا بالعربي – متابعات

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.