أرسلت روسيا، الأحد، تعزيزات عسكرية جديدة إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا، تمهيدًا لنشرها على الحدود التركية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها: “تم إرسال العشرات من العربات المدرعة على متن طائرات النقل العسكرية “إيل-76″ إلى القاعدة الجوية حميميم في سوريا، حيث ستقوم الشرطة العسكرية الروسية بمهام خاصة على الحدود السورية التركية باستخدامها”.
وأضافت: ” كما تم إرسال مركبات مدرعة من طراز “تيغر” و”تايفون-أو” إلى سوريا من المطارات العسكرية في منطقة روستوف وإقليم كراسنودار “، وفقًا لوكالة “سبوتنيك”.
في وقت سابق، ذكرت وزارة الدفاع أن حوالي 300 من رجال الشرطة العسكرية الروسية وصلوا إلى سوريا للمساعدة في سحب الميليشيات الكردية من الحدود مع تركيا.
وشهدت مدينة سوتشي الروسية، الثلاثاء الفائت، مباحثات طويلة بين الرئيس “بوتين”، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، انتهت بتوقيع اتفاق من 10 بنود، وصفه الرئيس الروسي بالمصيري، ونص على تسيير دوريات مشتركة على الحدود “السورية ــ التركية”.
كما نصّ الاتفاق على بدء تسيير دوريات للشرطة العسكرية الروسية وقوات نظام الأسد، منذ ظهر 23 أكتوبر/تشرين الأول، على الجانب السوري من الحدود، على أن تكون مهمتها الأساسية سحب الميليشيات الكردية والأسلحة من المنطقة المحاذية للعمليات التركية، حتى عمق 30 كم، خلال فترة 150 ساعة.
الدرر الشامية
اقرأ أيضاً: أردوغان: سنفتح الحدود نحو أوروبا إنْ لم تدعم مشاريعنا بالمنطقة الآمنة
قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه لن يبقى أمام تركيا خيار آخر سوى فتح حدودها ليسير اللاجئون إلى أوروبا إذا لم يتم دعم مشاريعها في المنطقة الآمنة بسوريا.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها، السبت، أمام اجتماع مجلس تشاوري لنادي “فنر بهتشه” التركي بمدينة إسطنبول.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا تعمل على تأسيس منطقة آمنة من أجل منع هجمات “بي كا كا” و”ي ب ك” و”داعش” من سوريا ضدها، مبينا بهذا الخصوص: “لقد حققنا هدفنا إلى حد كبير”.
وحذّر من أنه “إذا لم ينسحب الإرهابيون من شمال سوريا في نهاية مهلة الـ150 ساعة، فإننا سنتولى الأمر ونقوم بتطهير المنطقة منهم”.
والثلاثاء الماضي، استضافت مدينة سوتشي قمة تركية روسية انتهت بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب تنظيم “ي ب ك” الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة.
وتابع الرئيس أردوغان: “ما ننتظره من المجتمع الدولي هو احترام حزمنا فيما يتعلق بأمن حدودنا، ودعم مشاريعنا بشأن عودة السوريين الموجودين في بلدنا”.
وأردف: “سننشئ منطقة آمنة بين (مدينتي) تل أبيض ورأس العين، إذا لزم الأمر، مع تأسيس البنية التحتية والفوقية، والمساكن ليعيش اللاجئون فيها، سنظهر ذلك للعالم بالدليل”.
واستدرك: “لن يبقى أمامنا خيار آخر سوى فتح حدودنا ليسير اللاجئون إلى أوروبا إذا لم يتم دعم المشاريع التي طوّرناها لتأمين عودة بين مليون إلى مليوني سوري من أصل 3 ملايين و650 ألفا في بلادنا”.
وتوعد الرئيس بأنه “إذا استمر التنظيم الإرهابي (ي ب ك/بي كا كا) بشن هجماته علينا من داخل أو خارج الخط على عمق 30 كم، فسنطارده إلى أي مكان يفر إليه، وسنقوم بما يلزم”.
ومضى يقول: “مما يحزننا جلوس رؤساء دول كبيرة مع قيادات الإرهابيين والتحدث إليهم على نفس الطاولة”.
واستطرد: “لا نجلس إطلاقا على طاولة مع الإرهابيين ونرفض الوساطة بيننا وبينهم”.
وأكد أن قوات عملية “نبع السلام” بسطت سيطرتها على مساحة قدرها 4 آلاف و220 كم مربع شمالي سوريا، وجعلتها منطقة آمنة، لافتا إلى تركيا حولت في السابق 4 آلاف كم مربع إلى منطقة آمنة من خلال عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
وبين أنه يجري حاليا إخراج الإرهابيين من مساحة بطول 340 كلم وعمق 30 كم بموجب الاتفاق مع الجانب الروسي.
وتطرق الرئيس أردوغان إلى تهديدات بعض الدول بوقف بيع السلاح إلى تركيا، قائلا: “لا تبيعوا، طلبنا سابقا طائرات بدون طيار فقاموا بالمماطلة ونحن صنعناها بأنفسنا ونقوم بتصديرها الآن. طلبت من السيد بارك أوباما (الرئيس الأمريك السابق) قنابل ذكية خلال قمة مجموعة العشرين بأنطاليا (2015)، وقال لنا (نعم سنعطيكم)، إلا أنه مرت الشهور لم يعطونا إياها. والآن نحن ننتج القنابل الذكية”.
واستذكر أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 6 مليارات يورو في 2015، بغية إنفاقها على السوريين بتركيا، وأضاف: “قدموا لنا 3 مليارت فقط ونحن انفقنا 40 مليار دولار”.
وأكد أن تركيا تنتظر من المجتمع الدولي دعما للجهود الإنسانية التي تبذلها حيال السوريين.
وفي 9 أكتوبر الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه الاتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته.