تركيا بالعربي
انطلقت مرحلة جديدة من الحـ.ـرب السورية المستمرة منذ تسع سنوات مع الهـ.ـجوم الكبير الذي شنه نظام الأسد ضـ.ـد إدلب ،وهي آخر موقع رئيسي للفصائل في البلاد ، خاصة مع تصعـ.ـيد المواجهة المباشرة بين النظام السوري و تركيا .
أدى “الصـ.ـراع” في سوريا إلى انـ.ـد لاع أكبر أزمة للاجئين والتشرد في التاريخ الحديث.
لكن التطورات الأخيرة في إدلب تسببت في هجرة جماعية أخرى ومخاوف من حدوث أشياء أسوأ.
ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ، تم تشريد حوالي 700،000 شخص قسراً في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بشمال غربي سوريا منذ بداية ديسمبر.
وقال “ينس ليرك” المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للصحفيين في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء: “من تحليلنا المبدئي هذا هو أكبر عدد من النازحين في فترة واحدة منذ أن بدأت الأزمة السورية قبل حوالي تسع سنوات”.
“يشكل هذا النـ.ـز وح الأخير حالة إنسانية رهيبة بالفعل على أرض الواقع في إدلب ، وباتت خدمات الحماية والمأوى والغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والتوعية في حالات الطوارئ من الأولويات العاجلة”.
كجزء من هـ.ـجوم إدلب استعاد النظام بدعم روسي مدينة سراقب التي كانت تسيطر عليها الفصائل سابقاً ، والتي تقع في موقع إستراتيجي عند تقاطع طريقين سريعين.
وقربت العملية النظام من هدفه المتمثل في السيطرة مرة أخرى على الطريق السريع M5 بأكمله بين دمشق وحلب.
لكنها أيضاً تسببت في حدوث اشتباكات مباشرة بين قوات النظام والأتراك لأول مرة خلال الحـ.ـرب.
وقال “آرون لوند” ، زميل مركز دراسات القرن ومقره الولايات المتحدة ، إن رد الفعل التركي كان جزئياً على مقـ.ـتل الجنود ، لكنه في الحقيقة “يعكس المخاوف التركية من أزمة اللاجئين الجديدة التي تضغط على الحدود”.
وقال لوند: “يوجد بالفعل 3.5 مليون سوري في تركيا ، ولا يملك أردوغان مجالاً كبيراً للمناورة – إنه يحتاج إلى وقف سريع لإطلاق النارـ”.
قد يمثل تصاعد العنف في إدلب أيضاً ضربة لآمال أردوغان في إقناع المجتمع الدولي بدعم خطط إعادة اللاجئين إلى “المناطق الآمنة” في شمال سوريا ،وقد قدم خطوة لهذا الاقتراح في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف.
كانت إدلب قاعدة لمجموعة من الفصائل ، بما في ذلك ما اعتبره المجتمع الدولي متطرفاً ، مثل هيئة تحرير الشام ، لكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن ، في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي ، أشار إلى أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يعيشون في محافظة إدلب والذين يقدر عددهم بثلاثة ملايين نسمة هم من المدنيين ، وكان الكثير منهم قد نزحوا من مناطق أخرى من سوريا.
باعتبارها آخر منطقة رئيسية تسيطر عليها المعارضة فقد كانت إدلب وجهة للعديد من السوريين غير الراغبين في العيش تحت حكم النظام بعد أن استرد مناطق أخرى من البلاد بما في ذلك حلب والغوطة الشرقية.
واليوم يفر الكثير منهم مرة أخرى ، في ظل قتال عنيف وهـ.ـجوم جوي من نظام الأسد وروسيا أصاب الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس.
ومع إغلاق الحدود التركية الآن يعيش الكثيرون في مخيمات مكتظة على الجانب السوري من الحدود.
كانت “نور الحاج إسماعيل” من بين المدنيين الذين فروا خلال الهـ.ـجوم في سراقب ، حيث كانت معلمة في مركز تديره “نساء من أجل التنمية” ، وهي منظمة غير حكومية تقدم دورات تعليمية ومهنية وغيرها من الخدمات للنساء والفتيات في المراكز في سوريا ولبنان.
و ذكرت المنظمة غير الحكومية أن جميع طواقمها في سراقب و معرة النعمان قد شُردوا نتيجة للهـ.ـجوم الأخير في إدلب.
قالت “إسماعيل” التي تحدثت عبر “واتساب” من ريف حلب إن طاقم المركز والطلاب استمروا في مواجهة الخطر.
وقالت “في الماضي وحتى عندما كان هناك غارات جوية ،كنا نعود ونفتتح مرة أخرى في اليوم التالي وبتصميم أكبر”.
تابعت” لكن في الهـ.ـجوم الأخير كان القـ.ـصف متوحشاً للغاية … وكانت هناك غارات قريبة جداً من المركز ، و أثرت على الطلاب والمستفيدين وعلينا كمعلمين”.
وقال “لوند” إن علاقة أردوغان مع روسيا متوترة بالنظر إلى أن موسكو سبق أن تفاوضت على اتفاقات وقف إطلاق النار نيابة عن النظام السوري “لكنها تدعم الآن مرة أخرى هـ.ـجوماً على المنطقة المحمية من تركيا”.
ومع ذلك فقد قال إن الدبلوماسية التركية الروسية ستحدد على الأرجح مسار الأحداث.
وأضاف “هناك محادثات سرية مستمرة وأعتقد أن كلاً من بوتين وأردوغان قلقان من خروج الوضع عن السيطرة، ويملك البلدان علاقة غريبة متوترة، لكنها أيضاً في منفعة متبادلة ولا يريد أي منهما أن تلعب إدلب دوراً في تغيير ذلك”.
الترجمة: نداء سوريا / المصدر: يو إس نيوز آند وورلد ريبورت