تحفظ عدّة مسؤولين أمنيين وعسكريين في حكومة الاحتلال اﻹسرائيلي على التصريحات حول بدء إيران بالانسحاب من سوريا.
وقال آفي ديختر نائب وزير الأمن في حكومة الاحتلال في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن إيران ما زالت موجودة بعدما استثمرت المليارات في سوريا ولن تسارع للتنازل عن مقدراتها وعن الفرصة لاستعادتها.
واعتبر أن إيران تستبدل قوات من جيشها بقوات حليفة لاعتبارات ذاتية وتعيد انتشارها على الأراضي السورية الواسعة مضيفاً: “لا يوجد واقع فيه سوريا بلا إيرانيين وأنا لا أعرف واقعاً كهذا”.
وأكد أن “سياسة إسرائيل تقضي بعدم السماح لدولة عدو أن تتمركز في سوريا من أجل المساس بها، ولذا فهي تفعل كل شيء لمنع حدوث ذلك، هدفنا واحد، وهو منع تحويل سوريا إلى حجر نُضرب به”.
من جهته اتخذ وزير الشؤون الإقليمية في حكومة الاحتلال تساحي هنغبي، موقفاً مماثلاً حيث قال إن ما يجري في سوريا هو إعادة انتشار إيراني وليس انسحاباً حتى الآن.
وقال مدير قسم الجناح السياسي- الأمني في وزارة الأمن الجنرال بالاحتياط عاموس غلعاد إنه أيضاً يتحفظ على سرعة جهات سياسية في تسريب معلومات تفيد بأن إيران بدأت تسحب قواتها من سوريا معتبراً أن المواجهة لم تنتهِ بعد.
وكان موقع “ذا تايمز أوف إسرائيل” قد نقل عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم قيام الميليشيات الإيرانية بمغادرة الأراضي السورية وإخلاء عدد قليل من القواعد العسكرية التي كانت تحت سيطرتهم في السابق.
انتقالا نحو الشمال السوري، رجّح اللواء سليم إدريس وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامّة في الجيش الوطني السوري عودة المعارك إلى محافظة إدلب وإقدام النظام السوري والميليشيات الداعمة له مجدداً على خرق وقف إطلاق النار المبرم في موسكو.
وقال “إدريس” لموقع إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري إنّ النظام السوري والقوى المتحالفة معه “لا عهد لهم ولا ذمّة، ولم يحترموا أغلب الاتفاقيات المبرمة معهم كاتفاقيات وقف التصعيد التي تنكّروا لها هم وحليفهم الروسي”.
وأضاف: “الجميع يعلم أنّ خروقات النظام وحلفائه لهذه الاتفاقيات كانت يومية الحدوث، وكانت تنتهي في أغلب الحالات بهجمات عنيفة ينتج عنها السيطرة على مزيد من الأراضي بفضل الدعم الجوّي الروسي، ولذلك أنا غير متفائل بأنّ هؤلاء سيحترومون هذا الاتفاق”.
واستدلّ “إدريس” على وجهة نظره بما يحدث من خروقات يومية حيث “هناك مؤشّرات ودلائل على أنّ النظام قام مرّات عديدة بعد توقيع الاتفاق بتحشيد قوّاته على محاور مختلفة من الجبهة، وقام بمحاولات تسلّل إلى المناطق المحرّرة، ولكنّه لم ينجح في تحقيق تقدّم، وعادت الحال إلى مناوشات وخروقات كالمعتاد”.
وأكد أن ذلك يحتّم على تشكيلات الجيش الوطني السوري المرابطة على خطوط التماسّ اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد القتالي الدائم لصدّ أيّ هجمات قد يفكّر العدو بالقيام بها.
وحول إمكانية انسحاب الميليشيات الروسية واﻹيرانية إلى حدود أستانا أكد إدريس أنه من غير الوارد أن يفعلوا ذلك إلا بالقوة وأن على الجيش الوطني القيام بخطوات في هذا الصدد متجنباً الحديث عن عملية عسكرية تركية ﻹعادة النازحين.
يذكر أن أكثر من مليون سوري نزحوا عن مناطقهم التي سيطر عليها نظام اﻷسد مؤخراً ويرفضون العودة فيما تبقى الصورة ضبابية حول مستقبل أوضاع المنطقة.
المصدر: نداء سوريا