تركيا بالعربي
ميركل: ثمة حاجة للتواصل مع تركيا على كل المستويات
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حاجة الاتحاد الأوروبي للبقاء على تواصل مع تركيا على مختلف المستويات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، مساء الخميس، عقب القمة الأوروبية التي عقدت افتراضيا.
وأشادت ميركل بالتقرير الذي عرضه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بشأن مستقبل العلاقات مع تركيا، خلال القمة، لافتة إلى أنه أخذ بعين الاعتبار العلاقات المتعددة الأبعاد مع أنقرة.
وذكرت أن الجميع تابع التوتر شرقي البحر المتوسط العام الماضي (بين تركيا واليونان)، وأعربت عن امتنانها لخفض التوتر.
من جهة أخرى، قالت ميركل إن الاتحاد يتابع التطورات الداخلية في تركيا، وأنه تم الإعراب عن الهواجس حيال تلك المستجدات.
وأضافت أنه بالرغم من الخلافات في وجهات النظر فإن “الصمت ليس ردا”، مضيفة: “على العكس نحن بحاجة للتواصل مع تركيا على كل المستويات”.
وأكدت أن اللقاءات مع تركيا ضرورية من أجل الحديث عن المصالح المشتركة أيضا كما الخلافات.
وتطرقت ميركل إلى اتفاق 18 مارس/آذار 2016، بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مشيرة أن الاتفاقية أثبتت فاعليتها حيث حدت من الهجرة غير الشرعية، وصعبّت أنشطة مهربي البشر، وجرت مساعدة العديد من طالبي اللجوء.
وأشارت إلى أن الاتفاق ينص على تحديث الاتحاد الجمركي أيضا، مضيفة أن هناك حاجة لمقاربة من مرحلتين في العلاقات مع تركيا، وأنه جرى إقرار ذلك فعليا.
وأضافت، “الآن نقدم على الخطوة الأولى ونمنح تفويضا لتطوير العلاقات أكثر، ونريد اتخاذ قرارات أخرى في حزيران/يونيو المقبل، وبالطبع سنراقب سير خفض التوتر شرق المتوسط”.
ورحبت وزارة الخارجية التركية، الخميس، بإعلان زعماء الاتحاد الأوروبي، استعدادهم لتطوير التعاون مع تركيا بشكل تدريجي ومتناسب، وتشديدهم على أن من مصلحة الاتحاد التعاون مع أنقرة وبناء علاقات على أسس المصالح المتبادلة.
اقرأ أيضاً: أردوغان قائدا للحزب.. ويتحدث عن “الدستور الجديد”
وشهد المؤتمر العام السابع للحزب الحاكم، والمنعقد في أنقرة، التجديد لأردوغان في قيادته، فيما ألقى الأخير كلمة تحدث فيها عن “الدستور الجديد”.
وقال أردوغان: “الدستور الجديد يجب أن يكون دستور الشعب مباشرة، وليس من صنع الانقلابيين”، مؤكدا أنه سيُعد بالإجماع وسيُطرح لتصديق الشعب عليه.
وأضاف أن مناقشة إعداد دستور جديد للبلاد باتت أمرا حتميا نظرا لتاريخنا والمتغيرات الدولية.
وتابع: “الأسرة والتعليم والثقافة، ستشكل أساس رؤية تركيا المنشودة لعام 2053”.
واستهل أردوغان كلمته بقراءة سورة الفاتحة وترجمتها إلى التركية، وهو ما تم تداوله بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الرئيس التركي في كلمته: “نبني تركيا القوية من خلال تحويل أهدافنا المنشودة لعام 2023 إلى بداية جديدة على أرض الواقع”.
وأضاف أن بلاده ألحقت هزائم كبيرة بـ”التنظيمات” التي وصفها بـ”الإرهابية”، وفي مقدمتها “حزب العمال الكردستاني”؛ بحيث “لم تعد قادرة على القيام بعمليات داخل حدود تركيا”.
وتابع: “الذين شغلوا تركيا بمشاكلها الداخلية على مدى القرنين الماضيين وأبعدوها عن التغيرات الجذرية لن ينجحوا في محاولاتهم المتجددة”.
وقال: “سنضمن تحقيق أهداف تركيا المنشودة لعام 2023 ومن ثم 2053 عبر تحالف الشعب”.
السياسة الخارجية
وفي معرض حديثه عن السياسة الخارجية قال أردوغان، إن بلاده مصممة على زيادة عدد أصدقائها في العالم.
وشدّد أردوغان أن “حزب العدالة والتنمية” تمكن -منذ توليه السلطة قبل 19 عامًا- من تعزيز وتنويع الأدوات التي تمتلكها تركيا في السياسة الخارجية.
وتابع: “نعتقد أنه ليست لدينا مشكلة لا يمكن حلها مع أي دولة تحترم المصالح الوطنية لبلدنا”.
وقال: “مصممون على زيادة عدد أصدقائنا وإنهاء حالات الخصومة في الفترة القادمة لتحويل منطقتنا إلى واحة سلام”.
ولفت إلى أن تركيا فتحت حدودها وقلبها للمضطهدين السوريين في الوقت الذي تخلى العالم كله عنهم.
وبيّن أردوغان أن العمليات العسكرية العابرة للحدود التي نفذتها تركيا حالت دون مقتل ملايين الأبرياء على يد النظام السوري والمنظمات الإرهابية.
وأضاف: “قدمنا دعما مخلصا وبنّاء للجهود المبذولة بهدف ضمان الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها”، وشدد قائلا: “سنواصل جهودنا حتى تصبح سوريا بلدا يديره أبناؤها بمعنى الكلمة ونقف إلى جانب شعبها”.
أردوغان، قال إن من بين انفتاحات تركيا في السياسة الخارجية أيضًا، الاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة الليبية الشرعية بشأن مناطق الصلاحية البحرية في المتوسط، عام 2019.
وزاد: “سنواصل صياغة علاقاتنا مع جميع الدول بدءا من الولايات المتحدة وحتى روسيا والاتحاد الأوروبي والعالم العربي بما يتماشى مع مصالح تركيا وتطلعات شعبنا”.
وأردف: “على اعتبار أننا نتوسط القارات الثلاث الكبرى، فلا يمكننا أن نتجاهل الغرب ولا الشرق”.
وقال: “بالطبع، نحن نعلم أنه ليس من السهل تطوير تعاون متوازن ومتسق وطويل الأمد في آن واحد مع الدول التي يوجد بينها تنافس وحتى توتر، لكن تركيا تتمتع بالقوة والحكمة اللازمة لتحقيق ذلك بفضل موقعها الجغرافي ومصالحها الاقتصادية ورؤيتها الشاملة في السياسة الخارجية”.
يلدريم وقورتولموش
اختار حزب “العدالة والتنمية” التركي، الأربعاء، كلا من بن علي يلدريم ونعمان قورتولموش نائبين لرئيس الحزب.
جاء ذلك ضمن سياق إعلان التشكيلة الجديدة للجنة التنفيذية المركزية المنبثقة عن هيئة القرار والتنفيذ المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
كما تم اختيار نور الدين جانيكلي رئيسا للشؤون الاقتصادية، ووداد دمير أوز رئيسا للشؤون المالية والإدارية، ومصطفى شين رئيسا لشؤون الأبحاث والتطوير في حزب العدالة والتنمية، ضمن تشكيلة اللجنة التنفيذية المركزية الجديدة.
وتم اختيار جوليدة سارير أوغلو رئيسة للسياسات الاجتماعية، وأوزليم زنغين رئيسة للعلاقات العامة والمجتمع المدني، ومحمد أوز حسكي رئيسا للإدارات المحلية لحزب “العدالة والتنمية”.
وعقدت هيئة القرار والتنفيذ المركزي، اجتماعا برئاسة أردوغان، في العاصمة أنقرة، لتسمية التشكيلة الجديدة للحزب.