أسماء الأسد تتصل بالطفلة شام…بعد بتر ساقيها في الإمارات
للمرة الأولى منذ وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط/فبراير الماضي، أشار النظام السوري لمحافظة إدلب وسكانها، كمواطنين متضررين من الكارثة، على عكس سنوات من التحريض ضدهم بوصفهم إرهابيين أو متمردين أو خارجين عن سيطرة الحكومة في أفضل الأحوال.
ونشرت صفحة “رئاسة الجمهورية” الرسمية في “فايسبوك” مقطع فيديو يظهر اتصال السيدة الأولى أسماء الأسد، بالطفلة شام الشيخ محمد (9 سنوات) المتواجدة في الإمارات، والتي أثارت قصتها تعاطفاً واسعاً بعدما علقت تحت الأنقاض أربعين ساعة في محافظة إدلب الشهر الماضي.
وكتبت الصفحة تعليقاً شرحت فيه أسباب الاتصال وذكرت فيه محافظة إدلب من دون التعقيبات الإضافية التي توصف بها المحافظة التي تحولت في السنوات الماضية إلى ملجأ تسيطر عليه المعارضة، وهرب إليه ملايين من السوريين من مناطق سورية أخرى ثارت وطالبت بالإصلاح وتمت محاربتها بقسوة من طرف النظام وحلفائه، علماً أنه يقيم في المحافظة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري معظمهم في مخيمات بدائية.
اتصال أسماء الأسد بالطفلة، وثلاثة أطفال آخرين من حلب واللاذقية وإدلب، جاء بعد إجراء عملية بتر لساقي شام إثر إصابتها بمتلازمة الهرس نظراً لبقائها تحت الأنقاض لفترة طويلة.
وأوضحت وسائل إعلام إماراتية، الأسبوع الماضي، أن العملية تمت بعد معاينة لطفلة من قبل كادر طبي في مشفى أبوظبي في الإمارات، أما شقيقها عمر فبقي تحت العلاج من دون أن يكون هناك خطر كبير عليه.
وبعد نجاة شام من الزلزال، حاول أطراف النزاع المختلفة في سوريا تلميع صورتها دعائياً بالقول أنها كانت صاحبة الفضل في عملية إنقاذها.
وفيما تم توثيق عملية الإنقاذ التي تمت على يد فريق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، كانت وسائل إعلام موالية تنشر قصصاً تزعم فيها أنها أنقذت على يد فرق تابعة للنظام السوري، وأتبعت ذلك بقصة أخرى تدّعي أن حكومة النظام كانت مسؤولة عن إخراج الطفلة من إدلب إلى تركيا لتلقي العلاج.
https://twitter.com/SyriaCivilDefe/status/1623675183511789568?s=20
مزاعم النظام السوري حول قصة الطفلة شام
وزعمت وسائل إعلام النظام السوري مع حلفائه في روسيا وإيران، بأن مصادر طبية حكومية سورية، حاولت نقل الطفلة شام لتلقي العلاج، إلا أن السلطات التركية منعت خروج الطفلة من إدلب ورفضت علاجها، وادعت أن نظام الأسد حاول مراراً نقل الطفلة من مستشفى “الشفاء” في إدلب إلى خارج البلاد لمعالجتها.
وبالأسلوب نفسه كانت صفحات تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” الجهادية أن تنسب ذلك الفضل إليها أيضاً، فيما كان هناك جدال بين الموالين والمعارضين حول القصة من وجهة نظر أخلاقية تقول أن المهم سلامة الطفلة وغيرها بغض النظر عن المواقف السياسية المسبقة.
وأعطت أسماء الأسد الانطباع نفسه في الفيديو.
فعندما شكرت الطفلة شام، الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة “الاتحاد النسائي العام” ورئيسة “المجلس الأعلى للأمومة والطفولة” ورئيسة “مؤسسة التنمية الأسرية” والرئيسة الفخرية لهيئة “الهلال الأحمر الإماراتي”، على ما قامت به لإحضارها للإمارات، قالت أسماء أنها اتصلت بها وشكرتها أيضاً لأنه لولا تدخلها “ما كنا قدرنا نطلعك” حسب تعبيرها.
المصدر: المدينة