انتصار من أجل المختفين قسرياً في سوريا

30 يونيو 2023Last Update :
سجن
سجن

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة البارحة لصالح إنشاء مؤسسة دولية جديدة، هي الأولى من نوعها، مهمتها العمل بشكل حصري على كشف مصير ومكان أكثر من مئة ألف من المفقودين والمختفين قسراً في سوريا.

هذا القرار التاريخي هو ثمرة سنوات من النضال المتواصل والعمل المنظم من قبل الناجين وعائلات الضحايا والذين قاموا بتصور هذه المؤسسة والمطالبة بها، طارقين كل الأبواب لتكون أصواتهم مسموعة.

منذ انطلاق الثورة السورية عام ٢٠١١، تصاعد استخدام الإخفاء القسري بشكل ممنهج كأداة للقمع.

الأشخاص القلائل الذين تمكنوا من النجاة والهرب قدموا شهادات عن التعذيب والظروف المروعة التي عاشوها، معظمهم في زنازين نظام الأسد.

مات الآلاف تحت التعذيب، وهو أمر مستمر إلى يومنا هذا، بينما عانت عائلات المختفين قسراً لسنوات طويلة دون أي أخبار أو معلومات عن أبنائهم وبناتهم وأزواجهم وآبائهم.

هذا الإنجاز هو خير دليل على أن قيادة الضحايا لجهود المناصرة حول قضاياهم قادرة على تغيير العالم، تغذيها الشجاعة والتضامن والإصرار والتفاني، ويدعمها آلاف الأشخاص مثلك حول العالم.

شكراً لك لكل ما فعلته لدعم مطالب العائلات خلال السنوات الماضية. لقد تحرك آلاف منا من كل بلد حول العالم لنضغط على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للتصويت لصالح إنشاء هذه المؤسسة، ولسنوات عديدة وقفنا إلى جانب العائلات السورية وهم يحملون صور أحبائهم المغيبين قسراً في وقفات وتظاهرات في نيويورك وباريس ولندن وبروكسل وبرلين.

قالت فدوى محمود، أم ماهر طحان وزوجة عبد العزيز الخير المختفين قسرياً منذ عام ٢٠١٢: “لقد حاولت وبكل ألم البحث عن أجوبة حول مصيرهم في السنوات العشر الماضية واستنفدت كل ذرة من طاقتي وقوتي من أجل رفع صوتي لضمان أن العالم لن ينساهم. أستطيع الآن أن أسمح لنفسي بالشعور ببعض الأمل بأننا سنحصل على إجابات يوماً ما.”

إن التصويت يوم أمس هو الخطوة الأولى في طريق طويل نحو العدالة في سوريا. ومع سعي المزيد والمزيد من الدول إلى تطبيع العلاقات مع الأسد، يلقي هذا القرار ضوءاً مهماً على استخدام نظامه الوحشي للإخفاء القسري الممنهج وواسع النطاق كأداة للقمع من أجل إبقاء قبضته على السلطة وبث الرعب في قلب الشعب السوري. ولكن دعونا اليوم نحتفل بهذا الانتصار النادر للسوريات والسوريين. يرجى الرد على هذا الإيميل لتهنئة الناشطين/ات والعائلات الشجعان والذين جعلوا من هذه المؤسسة حقيقة. سنقوم بطبع كل رسائلكم على بطاقة كبيرة ومشاركتها مع العائلات.

Comments

Sorry Comments are closed