تخبط كبير في آلية منح إذن السفر لمتضرري الزلزال في تركيا

24 يوليو 2023Last Update :
اذن السفر في تركيا
إذن السفر في تركيا

تخبط كبير في آلية منح إذن السفر لمتضرري الزلزال في تركيا

تركيا بالعربي – فريق التحرير

مع استمرار حملات الترحيل والملاحقة للمهاجرين غير النظاميين في تركيا، شملت الإجراءات السوريين الذين كانوا يقيمون في أماكن إقامة غير مصرح بها، يبحث اللاجئون السوريون عن طرق قانونية للإقامة في البلاد. يأتي ذلك بعد وقوع الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في فبراير الماضي، الذي أجبر بعض السوريين على التوجه إلى ولايات أخرى.

ونقلت “اللجنة السورية– التركية المشتركة“، عن رئاسة الهجرة التركية، في 11 من تموز الحالي، قرارها بالسماح للسوريين المغادرين من الولايات التركية المنكوبة بالزلزال، بتجديد “إذن السفر” بناءً على وضع منزل كل شخص.

وأشار القرار المنقول إلى أن الموافقة ستكون لأصحاب المنازل الذين صنف منزلهم ضمن خانة “المتضرر بشدة” (ağır hasarlı).

رفض وتمديد

رصدت عنب بلدي حالات عديدة لعائلات سورية من المناطق المتضررة من الزلزال، الذين انتقلوا إلى مدن أخرى، حصل بعضهم على رفض من قبل دائرة الهجرة التركية لتجديد إذن سفرهم للمرة الثالثة، على الرغم من تحقيق الشروط، بينما قبلت طلباتهم بعضهم بالتجديد.

ميرفت بطل، التي كانت تقيم في مدينة أنطاكيا (جنوبي تركيا) وانتقلت إلى ولاية اسطنبول مع عائلتها المكونة من أربعة أشخاص، قالت إنها قدمت عبر بوابة الحكومة الإلكترونية “e-devlet” على طلب تجديد إذن السفر للمرة الثالثة، لكن طلبها قوبل بالرفض.

وصدمت ميرفت برفض طلبها، فتقييم منزلها “متضرر بشدة” ويستوفي شروط منح الإذن الجديدة، بالإضافة إلى ذكرها في أثناء تقديم الطلب بعدم توفر سكن في أنطاكيا، ووضع جميع الملفات اللازمة منها شهادة وفاة ابنها المتوفي في الزلزال.

هبة (تحفظت على ذكر اسمها لمخاوفها الأمنية) كانت تقيم في أنطاكيا وانتقلت إلى ولاية بورصا بعد انهيار منزلها إثر الزلزال، ذهبت إلى “دائرة الهجرة التركية” وجددت إذن السفر لمدة 60 يومًا، لكن الموظف أكد للعائلة المكونة من أن هذا الإذن سيكون لآخر مرة، طالبًا من العائلة التوجه إلى أنطاكيا، على حد قولها.

وتوجهت هيام معراتي، إلى “دائرة الهجرة التركية”، اليوم الاثنين 24 من تموز، في بورصا بهدف تجديد الإذن، بعدما هدم منزلها في هاتاي بالكامل، لكن الموظف أعادها من الباب الخارجي ولم يسمح لها بالدخول إلى المبنى، بحسب ما قالت.

وبعد أكثر من خمسة أشهر على زلزال 6 من شباط، الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، صنفت الحكومة التركية المنازل بعد فحصها في الولايات المتضررة ضمن قوائم بحسب حجم الضرر الذي تلقاه (متضرر بشدة، متضرر بشكل طفيف، غير متضرر)، حيث يمكن الاطلاع على هذه القوائم من خلال بوابة الحكومة الإلكترونية (e-devlet)، أو عبر وزارة البيئة والتطور العمراني التركية.

اللجنة المشتركة توضح

تواصلت عنب بلدي مع مديرة الاتصال في “اللجنة السورية- التركية المشتركة”، إناس النجار، للاستفسار عن عدم منح الإذن لجميع المتقدمين، وأوضحت أنه بعد نشر القرار من قبل اللجنة بمدة قصيرة تغير جميع مدراء الهجرة، وهذا قد يؤثر على تطبيق القرار المتفق عليه مع اللجنة.

وتتوقع إناس النجار تطبيقًا فعليًا على قرار تجديد إذن السفر قريبًا، أو إصدار قرارات جديدة في نهاية الأسبوع الحالي.

وقالت إن اللجنة السورية- التركية المشتركة حصلت على قرار منح إذن السفر للأشخاص الذين قيمت منازلهم ضمن خانة “أضرار شديدة” (ağır hasarlı)، بعد شرح حالات أشخاص من متضرري الزلزال.

ولم تحدد “دائرة الهجرة التركية” مدة إذن السفر المقدم للمرة الثالثة، بحسب النجار، وأضافت أن اللجنة ستضغط لتطبيق القرار في أقرب وقتٍ ممكن.

خيار العودة؟

بدأت السلطات التركية قبل أيام حملة مكثفة ضد المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين، شملت السوريين من أصحاب “الكمالك” المخالفة لأماكن إقامتهم المفترضة.

هذا ما دفع الطالبة الجامعية خديجة سعد، التي كانت تقيم في اسكندرون (جنوبي تركيا) وانتقلت بعد الزلزال إلى ولاية طرابزون مع عائلتها، للتوصل إلى قرار العودة إلى ولايتها خلال الأيام المقبلة.

وكانت خديجة تقدمت بطلب للحصول على إذن سفر للمرة الثالثة، لكن مدته 15 يومًا فقط على الرغم من التقديم بطلب مدته 30 يومًا.

ولم تجد العائلة بعد سكنًا في مدينة اسكندرون، لكنه الحل الوحيد أمامها، لعدم القدرة على التحرك خوفًا من الحملة الأمنية.

أما من جهة هيام المعراتي، لم تتخذ عائلتها قرارًا حول العودة إلى أنطاكيا، وذلك لأسباب عديدة أهمها عدم توفر البيوت أو الخيم في تلك المنطقة، بالإضافة للخوف من حدوث هزات.

وبعد وقوع الزلزال أجبر السوريون المقيمون في الجنوب التركي على تغيير مدنهم والانتقال إلى ولايات لم يدمرها الزلزال.

وألغت سابقًا “إدارة الهجرة التركية” “إذن السفر” بين الولايات التركية باستثناء ولاية اسطنبول، للسوريين المقيمين في المناطق المتضررة، لتعدل لاحقًا قرارها بالسماح ببقاء السوريون في اسطنبول.

وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية، بلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا، ثلاثة ملايين و329 ألفًا، و516 سوريًا، يقيم القسم الأكبر منهم في ولاية اسطنبول.

ويمنع السوريون منذ عام 2016 في تركيا من مغادرة الولايات المسجلين فيها، أو الإقامة في ولايات أخرى من دون “إذن سفر” صادر عن “إدارة الهجرة التركية”.

المصدر: عنب بلدي – ريم محمود

رابط التحقق من ملف اعادة توطين لدى مفوضية اللاجئين

تركيا بالعربي – فريق التحرير

“جاء الزلزال كالمخرج المنتظر لنا، رغم خسارتنا كل ما نملك. لقد أنهى ثلاثة أشهر من الانتظار المرهق والملف العالق لدينا لدى مفوضية اللاجئين منذ سنوات”، وبهذه الكلمات تحدثت الشابة يمنى حلاق عن الفرصة التي حصلت عليها للسفر خارج تركيا والتي كانت تنتظرها منذ سنوات.

وبعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وأربع محافظات سورية في السادس من شباط الماضي، فتحت مفوضية اللاجئين في تركيا ملفات جديدة للاجئين السوريين المتضررين وأعادت تقييم ملفات قديمة لعشرات الأشخاص الذين كانت ملفاتهم معلقة منذ سنوات.

بالنظر في ملفاتهم، واقتصر تواصلها مع العائلات عند تحديد موعد المقابلة فقط، ما أثار موجة تساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي من سوريين في تركيا، حول طريقة التأكد من وجود ملف للسفر.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 3.4 مليون لاجئ، وكان يقيم ما يقارب نحو مليون و750 ألف شخص منهم في مدن الجنوب التركي التي وقع فيها الزلزال مؤخرًا.

بعد سنوات

انتظرت اللاجئة السورية، يمنى حلاق، التي كانت تقيم في مدينة أنطاكيا (جنوبي تركيا)، مع عائلتها المكونة من ستة أشخاص، اتصال المفوضية لأربع سنوات، ورغم أن ملفهم يضم حالة طبية، لم يأتِ الاتصال إلا بعد حدوث الزلزال بخمسة أيام لتحديد مقابلتهم الأولى.

نُقلت يمنى حلاق مع عائلتها إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث أقامت لشهر كامل على حساب المفوضية، أجرت خلاله مقابلة مع لجنة تابعة للمفوضية طرحت عليهم أسئلة دقيقة، واستمعت لكل من أطراف العائلة على حدة، لتحدد بعد قرابة الشهر وجهة سفرهم نحو ألمانيا، بناء على رغبتهم.

انتقلت العائلة بعدها إلى اسطنبول، وأجرت في مكتب المفوضية مقابلتها الثانية مع الوفد الألماني في مدينة إسطنبول، لتتلقى العائلة بعدها خبرًا مفاده بأن موعد السفر أصبح قريب.

ويحتاج صاحب الملف مجموعة من الأوراق الثبوتية في سوريا وتركيا منها، دفتر العائلة السوري، بطاقة هوية الحماية المؤقتة (الكيملك)، سند الإقامة، دفتر الخدمة العسرية، وجوازات سفر إن وجدت، وغيرها من الأوراق التي توضحها المفوضية عند المقابلة الأولى.

وفي بيان سابق لوكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA)، احتل السوريون المرتبة الأولى في طلبات اللجوء المقدمة من تركيا إلى الاتحاد، وذلك بعدد 117 ألف شخص، في عام 2021.

ظروف صعبة فاقمها الزلزال

عقب الزلزال فرضت رئاسة الهجرة التركية قيودًا على السوريين المتضررين المقيمين في المناطق المتأثرة بالزلزال، للانتقال إلى ولايات أخرى، منها شرط الحصول على إذن سفر لمدة ثلاثة أشهر، فيما تم تخفيضه لاحقًا إلى 60 يوم.

كارثة الزلزال قوبلت بمضايقات تعرض لها الأتراك والسوريين الذين اضطروا للنزوح خارج مناطقهم، منها رفع قيم الإيجارات الشهرية للمنازل لأرقام تعتبر أكبر بكثير من قدرتهم المادية على دفعها، فضلًا عن شروط تقييد النفوس التي تفرضها وزارة الداخلية التركية على السوريين، ما زاد من التعقيدات أمامهم، وجعل اللجوء خارج تركيا أحد خياراتهم.

وفي شباط 2022، أعلنت وزارة الداخلية التركية، آلية فرضت بموجبها قيودًا على إقامة السوريين المسجلين داخل تركيا ضمن بند “الحماية المؤقتة”، بهدف التحكّم بمناطق الاكتظاظ والتركيبة السكانية في الولايات التركية، بحيث لا تتجاوز نسبة الأجانب في الحي 25% من السكان.

وكخيار بديل، ولعدم قدرتهم على مجاراة الظروف الاقتصادية في الولايات الأخرى، استفاد مئات الآلاف من السوريين من متضرري المناطق التركية المنكوبة، من الإجازة “المؤقتة” التي أتاحتها تركيا، وتنص على السماح لهم بزيارة الأراضي السورية شريطة بقائهم هناك ثلاثة أشهر على الأقل وستة أشهر على الأكثر، وذلك لعدم قدرتهم على تحمل هذه الظروف.

عرفان قداح، لاجئة سورية كانت تقيم في ولاية هاتاي، قالت لعنب بلدي إنها علمت عقب الزلزال بأيام عن طريق الصدفة بفتح ملف لجوئها مع عائلتها بتاريخ 23 من شباط الماضي، وذلك عبر زيارتها لرابط تابع لمفوضية اللاجئين، رأته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الغرض، ليأتي اتصال المفوضية بعد ذلك بشهرين، ويبدأ تقدم الملف.

وأوضحت عرفان، أن سبب طلب عائلتها اللجوء إلى أوروبا، هو حاجة طفلها إلى عملية زراعة كلية، مشيرة إلى أنها منذ لجوئها إلى تركيا عام 2016 دخلت “غرفة الحماية” عدة مرات دون فائدة.

وتتبع “غرفة الحماية” لإدارات الهجرة في الولايات التركية، ويحول اللاجئ إليها بناء على قرار من موظفي إدارة الهجرة، وفق معايير محددة، لنقل معلومات ملفه بعدها عبر هذه “الغرفة” إلى المفوضية، وزيادة فرصه في الحصول على إعادة توطين في بلد ثالث.

مناشدة أممية

في أعقاب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، استقبلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في 4 من نيسان، مجموعة مكونة من 89 لاجئًا سوريًا في مطار توريخون العسكري في مدريد، وذلك بعد إجراءات سرعت عملية إعادة توطين اللاجئين، حسب تقرير نشرته في موقعها.

وحددت المفوضية أن المجموعة وصلت من المناطق المتضررة من الزلزال، في حين سيوفر تسجيلهم وتوثيقهم كلاجئين معترف بهم في إسبانيا.

وناشد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الدول لتسريع عمليات إعادة التوطين والمغادرة للمتضررين من الزلزال، من أجل المساعدة في حماية اللاجئين الأكثر عرضة للخطر، والمساعدة في تخفيف الضغوط الملقاة على المجتمعات المحلية التي تأثرت أيضًا بهذه الكارثة الإنسانية.

السوريون في الصدارة

تصدّر السوريون قائمة الجنسيات الأكبر عددًا في الطلبات المقدمة بدول الاتحاد الأوروبي، وبلغت 132 ألف طلب قدمه سوريون لعام 2022، إذ تزايدت طلبات اللجوء وفقًا لبيان “وكالة اللجوء” التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA) صدر في شباط الماضي.

وهذا ليس العام الأول الذي يحصل السوريون فيه على المرتبة الأولى في طلبات اللجوء، فبحسب تقرير الوكالة الأوروبية العام الماضي، احتل السوريون أيضًا أكبر الأرقام بعدد 117 ألف شخص.

ووفق “مفوضية اللاجئين” تجاوزت أعداد اللاجئين السوريين، الذين يعيشون حول العالم 5.5 مليون، بينما وصلت أعداد النازحين داخليًا لنحو 6.8 مليون شخص.

رابط التحقق من ملف اعادة توطين لدى مفوضية اللاجئين

وتداول مستخدمون رابطًا مخصصًا تابعًا للمفوضية يمكن عبره الإطلاع على حالة الملف في حال وجوده لدى مكتب المفوضية.

(للتحقق من الملف اضغط هنا)

وللمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر وبقية الأخبار >>> نترككم مع مداخلة للاعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:

المصدر: ريم حمود – برنامج مارس التدريبي

Comments

Sorry Comments are closed