بعد حواره الأخير.. هل باتت إزاحة الأسد أسهل من قبل؟

15 أغسطس 2023Last Update :
بعد حواره الأخير.. هل باتت إزاحة الأسد أسهل من قبل؟

بعد حواره الأخير.. هل باتت إزاحة الأسد أسهل من قبل؟

تركيا بالعربي – فريق التحرير

ربما كان رئيس النظام السوري بشار الأسد على قناعة بمواقفه السياسية و”تكتيكاته الاستراتيجية”، ولكن الواضح أن تصريحاته لا تنم عن قوة، وهو ما يجب على الدول العربية والإقليمية والقوى الدولية التيقن منه، وهم أنفسهم من رماهم بشار الأسد بحجارته في حواره المتلفز الأخير، مغلقا بيديه أبوابا حاولت روسيا جاهدة فتحها أمامه في الأشهر الماضية.

أعاد بشار الأسد رسم صورة “المناضل” المستهدف من الرأسمالية و”الرجعية العربية”، فهو رغم “غدر حماس” ما زال “يدعم ويناصر” الفلسطينيين، ورغم بطش الرأسمالية والإمبريالية ما زال يواجهها وكأنه تشي غيفارا أو الطبيب سيلفادور أليندي، ولكن الصورة الحقيقة لبشار الأسد أنه خارج عن القانون الدولي، يتعلق بحبال أصبحت أضعف مع انشغال الروس بالحرب الأوكرانية وعودة أميركا للمزاحمة في الشرق الأوسط.

هل المناخ السياسي موات لإزاحة الأسد؟

لم تعد سوريا اليوم، دولة وجهت إمكاناتها الأمنية والعسكرية لقمع ثورة شعبية ضد نظام مستبد، ترى بعض الدول المطبعة إسقاطه سقوطا للدولة ومؤسساتها، فسوريا اليوم تفككت وتحولت إلى مناطق سيطرة متعددة، أما مناطق سيطرة النظام فقد أصحبت أشبه بإقطاعات واستثمارات تتقاسمها ميليشيات النظام وإيران وأمراء الحرب والمرتزقة الذين دخلوا المجال الاقتصادي، مثل مجموعة فاغنر الروسية التي اشترطت على حكومة النظام حصولها على نسبة 25 في المئة من إنتاج حقول الغاز والنفط ومناجم الفوسفات التي تقوم بالسيطرة عليها ومن ثم حمايتها، وهو دليل على استفادة الميليشيات اقتصاديا ومالياً من الدول الفاشلة، إضافة لأصحاب رؤوس الأموال المقربين من عائلة الأسد.

وبحسب تصريحات رئيس النظام الأخيرة، يبدو أن الحضن العربي لا يتسع له ولما يحمله من شحنات الكبتاغون وخرائط توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، إذا ما كان يخشاه العرب والغرب من إسقاط النظام بات واقعا، حيث يعيش النظام السوري على الأزمات: استمرار الخلافات العربية مع الدول الإقليمية، واستدامة الأزمات في المنطقة من لبنان إلى اليمن، وبناء على آخر مستجدات الانفتاح الإيراني ـ السعودي، الذي شجع السعودية لإعادة النظام إلى الجامعة العربية، تبدو علاقة طهران بالرياض أكثر فتورا بعد تجدد النزاع حول حقل الدرة النفطي، وعودة الدفء بين واشنطن والممكلة عقب زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن والتصريحات الإسرائيلية عن تحريك مياه التطبيع السعودي الراكدة، إضافة إلى أن تقوية العلاقة السعودية ـ التركية تبرز كأولوية للرياض اليوم.

وسط هذا المناخ السياسي المتقلب، شن بشار الأسد هجومه على الجامعة والدول العربية وقال: “العلاقات العربية العربية شكلية منذ عقود لأن العرب لا يطرحون أفكاراً عملية ويحبون الخطابات والعلاقات الشكلية.. عودة سوريا إلى الجامعة العربية هل ستكون شكلية أم غيرها، هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية – العربية هل تغيرت؟ لا أعتقد أنها تغيرت بالعمق، هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثر علينا كدول عربية، لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، طالما أنه لا توجد حلول للمشاكل فإذاً العلاقة ستبقى شكلية”.

وسبق أن كشف مصدر دبلوماسي عربي لموقع “تلفزيون سوريا” أن الدول العربية التي اندفعت باتجاه تطبيع علاقتها مع نظام الأسد أوقفت هذا الاندفاع بشكل تدريجي على المستويات السياسية والاقتصادية، في حين أبقت على خطوط التواصل الأمني والاستخباري.

وأوضح المصدر أن عدة أسباب دفعت الدول العربية على رأسها السعودية لوقف سياسة الانفتاح على النظام، أهمها أن الولايات المتحدة الأميركية قد دخلت على الخط بقوة، للحد من هذا التحرك “المجاني” على النظام السوري، وتحفّظت على تقديم أي مساعدات مالية له.

ويبرز لبنان كأحد أسباب الاستياء السعودي من النظام السوري وإيران، مع استدامة الفراغ الرئاسي، وتداعيات التجاذبات السياسية التي وصلت مؤخرا إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.

تركيا.. الباب موارب أمام الأسد

وفي هجومه على تركيا، اعتبر بشار الأسد أن هدف الرئيس التركي من الجلوس معه “هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا”، مردفاً: “من دون تحضير يعني من دون نتائج، لماذا نلتقي أردوغان، لكي نشرب المرطبات مثلاً”.

وقال إنّه لن يكون هناك أي لقاء مع الرئيس التركي أردوغان وفق شروطه، وأضاف “الأسد” في هجومٍ جديد على الحكومة التركيّة، بأنّها مصدر لما وصفه بـ”الإرهاب” في سوريا، قائلاً: “الإرهاب في سوريا صناعة تركية”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في 17 من الشهر الماضي قبيل جولة خليجية شملت قطر والسعودية الإمارات “لا نية لدينا لإغلاق بابنا مع سوريا، بابنا مفتوح”، مؤكدا أن تركيا لن تغادر الأراضي السورية كما يطالب بشار الأسد. الرد الرسمي التركي عقب اللقاء الاستعراضي جاء على لسان وزير الدفاع يشار غولر الذي قال “أعتقد أن الرئيس السوري سيتصرف بشكل أكثر عقلانية”، لكن الصحافة التركية تناولت الموضوع مباشرة معتبرة أن النظام السوري أغلق الباب التركي واصفة تصريحات الأسد بـ “الوقحة”.

وصفوه بـ”الوقح”

“لا يتخلى الرئيس عن منصبه بسبب حرب خارجية لأنه سيكون هروباً.. عندما يريد قسم كبير من الشعب رحيل رئيس وتقف أغنى دول العالم ضد هذا الرئيس فكيف سيبقى؟ لا يوجد منطق في الأمور، هو بقي لأن جزءا كبيرا من الشعب يدعم قضايا هذا الرئيس”، هذا ما قاله الأسد في حديثه عن الثورة عام 2011، معتبرا أن من خرجوا في المظاهرات لم يتجاوزوا 100 ألف شخص.

يأتي لقاء بشار الأسد في وقت يعيش فيه السوريون أزمة معيشية خانقة، وسط توقعات بهبوط حاد لليرة السورية أمام الدولار عقب تصريحات الأسد التي كشفت تراجع حماس الدول العربية لمواصلة التطبيع مع النظام السوري.

وعلى الساحة الداخلية أيضا بدأت تظهر أصوات تنتقد الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد، وخاصة في اللاذقية وباقي المحافظات.

برلمان النظام السوري أقر أواخر الشهر الماضي بكارثية الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، ملقياً باللوم على “الحكومة” في إدارة الملف الاقتصادي، معترفا في الوقت نفسه بعجزه عن تغيير الواقع في البلاد، فهل يصدق السوريون أن الحل يكمن في تغيير الحكومة فقط أم في رئيس النظام الذي استجلب العقوبات والتدخلات العسكرية والميليشيات؟ على أي حال يبدو أن الفشل السياسي والاقتصادي للنظام سيتواصل، كما أن الجفاف والمناخ القاسي الذي عده كثيرون سببا لثورة 2011 مازال طويلا..

المصدر: تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب

رابط التحقق من ملف اعادة توطين لدى مفوضية اللاجئين

تركيا بالعربي – فريق التحرير

“جاء الزلزال كالمخرج المنتظر لنا، رغم خسارتنا كل ما نملك. لقد أنهى ثلاثة أشهر من الانتظار المرهق والملف العالق لدينا لدى مفوضية اللاجئين منذ سنوات”، وبهذه الكلمات تحدثت الشابة يمنى حلاق عن الفرصة التي حصلت عليها للسفر خارج تركيا والتي كانت تنتظرها منذ سنوات.

وبعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وأربع محافظات سورية في السادس من شباط الماضي، فتحت مفوضية اللاجئين في تركيا ملفات جديدة للاجئين السوريين المتضررين وأعادت تقييم ملفات قديمة لعشرات الأشخاص الذين كانت ملفاتهم معلقة منذ سنوات.

بالنظر في ملفاتهم، واقتصر تواصلها مع العائلات عند تحديد موعد المقابلة فقط، ما أثار موجة تساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي من سوريين في تركيا، حول طريقة التأكد من وجود ملف للسفر.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا حوالي 3.4 مليون لاجئ، وكان يقيم ما يقارب نحو مليون و750 ألف شخص منهم في مدن الجنوب التركي التي وقع فيها الزلزال مؤخرًا.

بعد سنوات

انتظرت اللاجئة السورية، يمنى حلاق، التي كانت تقيم في مدينة أنطاكيا (جنوبي تركيا)، مع عائلتها المكونة من ستة أشخاص، اتصال المفوضية لأربع سنوات، ورغم أن ملفهم يضم حالة طبية، لم يأتِ الاتصال إلا بعد حدوث الزلزال بخمسة أيام لتحديد مقابلتهم الأولى.

نُقلت يمنى حلاق مع عائلتها إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث أقامت لشهر كامل على حساب المفوضية، أجرت خلاله مقابلة مع لجنة تابعة للمفوضية طرحت عليهم أسئلة دقيقة، واستمعت لكل من أطراف العائلة على حدة، لتحدد بعد قرابة الشهر وجهة سفرهم نحو ألمانيا، بناء على رغبتهم.

انتقلت العائلة بعدها إلى اسطنبول، وأجرت في مكتب المفوضية مقابلتها الثانية مع الوفد الألماني في مدينة إسطنبول، لتتلقى العائلة بعدها خبرًا مفاده بأن موعد السفر أصبح قريب.

ويحتاج صاحب الملف مجموعة من الأوراق الثبوتية في سوريا وتركيا منها، دفتر العائلة السوري، بطاقة هوية الحماية المؤقتة (الكيملك)، سند الإقامة، دفتر الخدمة العسرية، وجوازات سفر إن وجدت، وغيرها من الأوراق التي توضحها المفوضية عند المقابلة الأولى.

وفي بيان سابق لوكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA)، احتل السوريون المرتبة الأولى في طلبات اللجوء المقدمة من تركيا إلى الاتحاد، وذلك بعدد 117 ألف شخص، في عام 2021.

ظروف صعبة فاقمها الزلزال

عقب الزلزال فرضت رئاسة الهجرة التركية قيودًا على السوريين المتضررين المقيمين في المناطق المتأثرة بالزلزال، للانتقال إلى ولايات أخرى، منها شرط الحصول على إذن سفر لمدة ثلاثة أشهر، فيما تم تخفيضه لاحقًا إلى 60 يوم.

كارثة الزلزال قوبلت بمضايقات تعرض لها الأتراك والسوريين الذين اضطروا للنزوح خارج مناطقهم، منها رفع قيم الإيجارات الشهرية للمنازل لأرقام تعتبر أكبر بكثير من قدرتهم المادية على دفعها، فضلًا عن شروط تقييد النفوس التي تفرضها وزارة الداخلية التركية على السوريين، ما زاد من التعقيدات أمامهم، وجعل اللجوء خارج تركيا أحد خياراتهم.

وفي شباط 2022، أعلنت وزارة الداخلية التركية، آلية فرضت بموجبها قيودًا على إقامة السوريين المسجلين داخل تركيا ضمن بند “الحماية المؤقتة”، بهدف التحكّم بمناطق الاكتظاظ والتركيبة السكانية في الولايات التركية، بحيث لا تتجاوز نسبة الأجانب في الحي 25% من السكان.

وكخيار بديل، ولعدم قدرتهم على مجاراة الظروف الاقتصادية في الولايات الأخرى، استفاد مئات الآلاف من السوريين من متضرري المناطق التركية المنكوبة، من الإجازة “المؤقتة” التي أتاحتها تركيا، وتنص على السماح لهم بزيارة الأراضي السورية شريطة بقائهم هناك ثلاثة أشهر على الأقل وستة أشهر على الأكثر، وذلك لعدم قدرتهم على تحمل هذه الظروف.

عرفان قداح، لاجئة سورية كانت تقيم في ولاية هاتاي، قالت لعنب بلدي إنها علمت عقب الزلزال بأيام عن طريق الصدفة بفتح ملف لجوئها مع عائلتها بتاريخ 23 من شباط الماضي، وذلك عبر زيارتها لرابط تابع لمفوضية اللاجئين، رأته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الغرض، ليأتي اتصال المفوضية بعد ذلك بشهرين، ويبدأ تقدم الملف.

وأوضحت عرفان، أن سبب طلب عائلتها اللجوء إلى أوروبا، هو حاجة طفلها إلى عملية زراعة كلية، مشيرة إلى أنها منذ لجوئها إلى تركيا عام 2016 دخلت “غرفة الحماية” عدة مرات دون فائدة.

وتتبع “غرفة الحماية” لإدارات الهجرة في الولايات التركية، ويحول اللاجئ إليها بناء على قرار من موظفي إدارة الهجرة، وفق معايير محددة، لنقل معلومات ملفه بعدها عبر هذه “الغرفة” إلى المفوضية، وزيادة فرصه في الحصول على إعادة توطين في بلد ثالث.

مناشدة أممية

في أعقاب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، استقبلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في 4 من نيسان، مجموعة مكونة من 89 لاجئًا سوريًا في مطار توريخون العسكري في مدريد، وذلك بعد إجراءات سرعت عملية إعادة توطين اللاجئين، حسب تقرير نشرته في موقعها.

وحددت المفوضية أن المجموعة وصلت من المناطق المتضررة من الزلزال، في حين سيوفر تسجيلهم وتوثيقهم كلاجئين معترف بهم في إسبانيا.

وناشد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الدول لتسريع عمليات إعادة التوطين والمغادرة للمتضررين من الزلزال، من أجل المساعدة في حماية اللاجئين الأكثر عرضة للخطر، والمساعدة في تخفيف الضغوط الملقاة على المجتمعات المحلية التي تأثرت أيضًا بهذه الكارثة الإنسانية.

السوريون في الصدارة

تصدّر السوريون قائمة الجنسيات الأكبر عددًا في الطلبات المقدمة بدول الاتحاد الأوروبي، وبلغت 132 ألف طلب قدمه سوريون لعام 2022، إذ تزايدت طلبات اللجوء وفقًا لبيان “وكالة اللجوء” التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA) صدر في شباط الماضي.

وهذا ليس العام الأول الذي يحصل السوريون فيه على المرتبة الأولى في طلبات اللجوء، فبحسب تقرير الوكالة الأوروبية العام الماضي، احتل السوريون أيضًا أكبر الأرقام بعدد 117 ألف شخص.

ووفق “مفوضية اللاجئين” تجاوزت أعداد اللاجئين السوريين، الذين يعيشون حول العالم 5.5 مليون، بينما وصلت أعداد النازحين داخليًا لنحو 6.8 مليون شخص.

رابط التحقق من ملف اعادة توطين لدى مفوضية اللاجئين

وتداول مستخدمون رابطًا مخصصًا تابعًا للمفوضية يمكن عبره الإطلاع على حالة الملف في حال وجوده لدى مكتب المفوضية.

(للتحقق من الملف اضغط هنا)

وللمزيد من التفاصيل حول هذا الخبر وبقية الأخبار >>> نترككم مع مداخلة للاعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:

المصدر: ريم حمود – برنامج مارس التدريبي

Comments

Sorry Comments are closed