تغيرات كبرى قادمة في الشمال السوري!.. إستراتيجية تركية جديدة بدأت في سوريا
تركيا بالعربي – ربا عز الدين
قالت تقارير صادرة عن مراكز أبحاث عالمية أنه هناك استراتيجية تركية جديدة في سوريا، حيث بدأت أنقرة تتعامل بموجبها بطريقة مختلفة تماماً عن السابق مع مجريات الأحداث على الساحة السورية، لاسيما التغيرات التي طرأت على الواقع الميداني في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا.
وفي هذا السياق نشر”معهد الشرق الأوسط” دراسة تحليلية أشار خلالها إلى وجود عدة تغيرات مهمة في الاستراتيجية التي تتبعها تركيا في الشمال السورية، خاصةً من الناحيتين العسكرية والتشغيلية.
حيث أوضحت الدراسة التحليلية أن ملامح الاستراتيجية التركية الجديدة شمال سوريا بدت واضحة من خلال العملية العسكرية الأخيرة ضد مواقع “قسد” شمال شرق سوريا، حيث اختلف تعامل تركيا بشكل كبير مع الوضع الميداني عن المرات السابقة التي نفذ خلالها عمليات جـ.ـوية واسعة النطاق في المنطقة.
وبينت الدراسة أن العملية التركية الأخيرة شملت مناطق جديدة واسعة لم تشملها أي عمليات تركية في السابقة، مشيرة إلى أن العملية شملت مناطق بدءاً من مدينة المالكية في أقصى شمال شرق سوريا وصولاً إلى مدينة “تل رفعت” التابعة لريف محافظة حلب الشمالي الشرقي.
وأضافت: “ما حدث في العملية الأخيرة كان بعكس العمليات السابقة حيث كانت تركيا تنفذ عملياتها داخل دائرة نصف قطرها لا يتجاوز عشرة كيلومترات”.
ونوهت إلى أن استراتيجية تركيا الجديدة في سوريا ركزت بشكل خاص على ضرب البنية التحتية والمصادر التي تحصل “قسد” من خلالها على التمويل، لاسيما محطات تكرير النفط وما إلى ذلك.
ولفتت أيضاً إلى أن الاستراتيجية التركية الجديدة يبدو أنها تهدف بشكل خاص إلى تجفيف مصادر “قسد” المالية، حيث أدركت أنقرة أن استمرار حصول “قسد” على التمويل الكافي يجلعها تستمر في بالقيام بأعمال ضد تركيا.
ووفقاً للدراسة فإن الجانب التركي يريد من خلال الاستراتجية الجديدة التي يتبعها ضد “قسد” شمال شرق سوريا أن يضع قواعد اشتباك جديدة بين الطرفين بمعزل عن الاتفاقيات المبرمة بين تركيا والقوى الموجودة على الأرض في المنطقة، في إشارة إلى القوات الأمريكية والروسية.
وأشارت إلى أن قيام واشنطن بإسقاط مسيرة تركية في سماء المنطقة تعطي مؤشرات على أن الولايات المتحدة لا تقبل بما تفعله تركيا، فأرادت رسم خطوط حمراء أمام أنقرة عبر إسقاط المسيرة.
فيما ذكرت وسائل إعلام تركية أن واشنطن أرادت إرسال رسالة إلى أنقرة عبر ذلك، مفادها أن لن تقبل بحدوث أي تغيرات في المناطق التي تقع تحت نفوذها، وبأنها لا تزال تحمي شركائها المحللين في سوريا، في إشارة إلى “قسد”.
الجدير بالذكر أن ما سبق يأتي في ظل تقارير صحفية وإعلامية تحدثت عن مرحلة مقبلة ستكون مليئة بالتغيرات في الشمال السوري، لاسيما من ناحية توزع خارطة السيطرة وتغيير قواعد الاشتباك بين القوى الموجودة على الأرض شمال وشرق سوريا، وذلك في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن إمكانية شن تركيا عملاً عسكرياً جديداً ضد “قسد” في أي لحظة.
Sorry Comments are closed