نوع من الفطر البري يتحول إلى تجارة رابحة تدر مبالغ مالية معتبرة شمال سوريا

نوع من الفطر البري يتحول إلى تجارة رابحة تدر مبالغ مالية معتبرة شمال سوريا

يترقب العديد من السوريين في المنطقة الشمالية من سوريا بشغف كل عام موسم الفطر البري، حيث يعتبر البحث عن الفطر ليس فقط شغفًا وهوايةً، بل يشكل وجبة موسميةً ومصدر رزق مؤقتًا للعديد من العائلات في المنطقة.

وفقًا لمصادر أهلية في شمال سوريا، أصبحت رحلة جمع الفطر البري مؤخرًا ليست مجرد شغف وهواية، بل تحولت إلى تجارة رابحة تجلب دخلاً ماليًا جيدًا للسكان في الإقليم، وذلك نتيجة للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة ونقص فرص العمل في هذه المنطقة.

وأكدت المصادر أن موسم جمع الفطر البري في شمال سوريا ينطلق عادة مع بداية أو منتصف شهر ديسمبر، ويعتمد ذلك على الظروف الجوية والمناخية وتوفر العوامل المناسبة لنمو الفطر، مثل درجة الحرارة والرطوبة.

وأوضحت أن أفضل أنواع الفطر البلدي تنمو في التربة الغنية في شمال سوريا، حيث تكون جودة الفطر أفضل في التربة الخصبة، وتحديدًا تلك التي تتناسب مع نمو الفطر. وهناك أنواع تحظى بتفضيل السكان نظرًا لطعمها اللذيذ والعرف الشائع بها.

تشير المصادر إلى أن الفطر ينمو بكثافة خاصة في الأجواء الشتوية الضبابية، حيث يستفيد الفطر من هذه الظروف في معظم المناطق في شمال سوريا.

في حديث لوسائل الإعلام المحلية، أوضح أحد الشبان الذين يمارسون جمع الفطر البري منذ سنوات، أن لديه شغفًا وحبًا منذ صغره للخروج والبحث عن الفطر في البراري، وخاصة في الأجواء الضبابية وقطرات الندى.

وحذر الشاب من وجود أنواع سامة من الفطر البري في أراضي شمال سوريا، مشيرًا إلى أن التمييز بين الفطر السام والفطر الصالح للاستهلاك ليس أمرًا سهلاً بسبب التشابه الكبير في الشكل واللون والطعم والجحم. وشدد على أهمية وجود خبرة كافية للتمييز بينهما.

وأشار إلى أن معظم الأشخاص الذين يملكون خبرة واسعة بإمكانهم التمييز بين الفطر السام والفطر الصالح للأكل والاستهلاك البشري، لافتاً أن الفطر السام عادةً ما يكون لونه مائل للأصفر أو أبيض يسود بمجرد لمسه باليد، فضلاً عن وجود رائحة تميزه.

وأفاد الشاب أنه في بعض الأحيان وحينما ما تكون الظروف المناخية مواتية فإنه يتمكن من جمع كمية كبيرة، حيث يقوم بعرض ما جمعه في الأسواق للبيع، الأمر الذي يؤمن له مردود مادي جيد خلال أشهر الشتاء.

وحول سعر كيلو الفطر البري في إدلب وعدة مناطق شمال سوريا، لفت الشاب إلى أن سعر الكيلو الواحد يصل إلى 65 ليرة تركية في الوقت الحالي أي ما يعادل نحو دولارين.

وختم حديثه مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان يبيع كيلو ونصف أو 2 كيلو من الفطر في اليوم الواحد، أي ما يعادل 3 دولارات، منوهاً أنه مبلغ لا بأس به بالنسبة للوضع في الشمال السوري.

تركيا بالعربي – متابعات