رغم خطف السياح والمطالبات بفدية!!.. وسائل إعلام الأسد تتحدث عن انتعاش السياحة وسط فلتان أمني واقتصادي
تركيا بالعربي – ربا عز الدين
رغم استمرار الحرب والصعوبات الاقتصادية والأمنية في سوريا، تروج وسائل الإعلام التابعة لسلطة الأسد لانتعاش قطاع السياحة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. حيث تدعي هذه الوسائل أن السياحة شهدت ارتفاعًا في معدلاتها وعائداتها مقارنة بالفترة الأولى من الثورة السورية، فيما الواقع على الأرض يعكس حالة من الفلتان الأمني وضياع اقتصادي ونقص في الخدمات الأساسية.
تصف وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري السياحة بأنها مورد للعملة الأجنبية التي تحتاجها سوريا لتعويض خسائر القطاع السياحي خلال السنوات الـ 14 الماضية.
وتستثني التقارير السياحة الدينية التي شهدت نشاطًا كبيرًا خلال الحرب، مركزةً على الرحلات إلى المراقد الشيعية والتي تعتبرها السوريون نوعًا مختلفًا من السياحة.
افتتح رئيس وزراء حكومة الأسد، “حسين عرنوس”، فندقًا من فئة الخمس نجوم في دير الزور، بلغت تكلفة إعادة تأهيله 20 مليار ليرة سورية.
وهذا الافتتاح قوبل بانتقادات من الأهالي الذين وصفوا الزوار الأجانب بأنهم عسكريون روس أو إيرانيون، أو موظفون في المنظمات والجهات الحكومية.
أما وزير السياحة في حكومة الأسد، “محمد رامي مرتيني”، أعلن أمام مجلس الشعب أن عدد القادمين إلى سوريا حتى نهاية مايو الماضي بلغ 780 ألف شخص، بينهم 704 آلاف عربي و76 ألف أجنبي. وأشار إلى زيادة في نسبة القادمين للسياحة الدينية بنسبة 26% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
بينما تغفل تقارير الحكومة حوادث الاختطاف التي يتعرض لها السياح فور وصولهم إلى سوريا، مثل حالة الأردني علي عماد إبراهيم الفتياني الذي اختطف في يونيو 2023 عقب وصوله إلى دمشق. وكذلك حالة رجل الأعمال الأردني عبد الكريم قطيش الفاعوري الذي اختطفته ميليشيا تابعة للسلطة في ديسمبر 2023، وطالب الخاطفون بفدية مالية كبيرة.
وتحاول الحكومة السورية تقديم صورة وهمية عن عودة الأمان والانتعاش في مناطق سيطرتها من خلال الترويج للسياحة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية والانفلات الأمني.
تأتي هذه الجهود في إطار محاولات الأسد تمويل عملياته العسكرية والتزاماته أمام حلفائه الروس والإيرانيين، إضافة إلى تغذية الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه.
بذلك، تعكس التقارير الرسمية صورة مغايرة للواقع على الأرض، حيث يبقى المواطن السوري يعاني من الفقر ونقص الخدمات في ظل استمرار الحرب والفساد المستشري.