تقرير: هل يمكن للعمالة التركية تعويض غياب السوريين؟

17 أغسطس 2024Last Update :
ترحيل
ترحيل

تقرير: هل يمكن للعمالة التركية تعويض غياب السوريين؟

تركيا بالعربي – ربا عز الدين

شهدت تركيا تأثيرات كبيرة على سوق العمل نتيجة مغادرة العديد من السوريين، خاصة في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على العمالة السورية ذات الأجور المنخفضة.

هذا النقص في العمالة أثّر بشكل ملحوظ على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخلق تحديات جديدة لأصحاب الأعمال. بينما يرى بعض المحللين أن العمالة التركية قد تعوض هذا النقص، إلا أن ذلك قد يزيد من تكلفة التشغيل بشكل ملحوظ.

تأثير مغادرة السوريين على سوق العمل

وفقاً للبيانات الرسمية التركية، أثرت مغادرة السوريين بشكل واضح على سوق العمل في تركيا، خصوصاً في القطاعات الزراعية والإنتاجية والتجارية.

وشملت التأثيرات المشاريع المتوسطة والصغيرة التي كانت تعتمد على العمالة السورية لأجرها المنخفض. سمير العبد الله، رئيس قسم التحليل في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، أشار إلى أن بعض المصانع توقفت عن الإنتاج في ولايات تركية بعد مغادرة السوريين، مما تسبب في نقص حاد في العمالة الرخيصة. هذا النقص أثر على الإنتاج في قطاعات مثل الصناعة والزراعة والبناء، وزاد من تكاليف الإنتاج وأسعار المنتجات.

التحديات والبدائل

في الوقت الذي يرى فيه بعض المحللين أن العمالة التركية يمكن أن تعوض نقص العمالة السورية، يشير آخرون إلى أن ذلك قد يزيد من تكلفة التشغيل على أصحاب الأعمال. أوزجان أوصال، خبير اقتصادي تركي، يقلل من تأثير مغادرة السوريين على الاقتصاد التركي، مستشهداً بتدفق العمالة من دول أخرى مثل مصر وليبيا واليمن، وكذلك من أفريقيين.

وفقاً له، فإن العمالة الخارجية تسد النقص، ولكن الأجر الذي يتقاضاه العمال الأتراك أعلى من نظيره السوري، مما يساهم في ارتفاع التكاليف.

حالة العمالة السورية في تركيا

تأثر سوق العمل بوضوح من مغادرة السوريين، وقد أظهرت التقارير أن بعض المصانع والورشات الصغيرة أغلقت بسبب عدم القدرة على تعويض النقص في العمالة.

“عبد المجيد عاشور”، صاحب منشأة غذائية في إسطنبول، أفاد أن الأجور ارتفعت بنسبة 50% إلى 60% بعد مغادرة السوريين، مما أثر سلباً على تكاليف التشغيل.

التأثيرات الاجتماعية والسياسية

أحداث العنف الأخيرة في ولاية قيصري، التي أدت إلى ملاحقة السوريين، زادت من معاناة العمالة السورية وأصحاب الأعمال.

“يوسف كاتب أوغلو”، المحلل التركي، أشار إلى أن الأحداث في قيصري أدت إلى زيادة مخاوف السوريين من العمل، ما أثر على سوق العمل.

ومع ذلك، فإنه يرى أن الاقتصاد التركي لم ينهار بسبب مغادرة السوريين، حيث أن سوق العمل يمكنه التكيف مع التغيرات بفضل وجود عمالة من دول أخرى.

دور رجال الأعمال السوريين في الاقتصاد التركي

على الرغم من التحديات، تظل مساهمة رجال الأعمال السوريين في الاقتصاد التركي كبيرة. وفقاً لـ”عبد الغفور صالح عصفور”، رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين العرب، فقد تجاوزت استثمارات رجال الأعمال السوريين في تركيا 10 مليارات دولار، وساهموا في توفير مئات الآلاف من فرص العمل.

وقد أثبت رجال الأعمال السوريون دورهم في تنشيط الصادرات التركية وحفظ علاقات تجارية هامة مع الدول الأوروبية والعربية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.