نقص العمالة السورية في تركيا يضع الصناعة أمام تحديات كبرى
يواجه قطاع النسيج في إسطنبول، ولا سيما في منطقة باغجلار، أزمة حادة وغير مسبوقة بسبب عودة أعداد كبيرة من العمال السوريين إلى وطنهم إثر التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا وقد أدت هذه العودة المفاجئة إلى نقص كبير في العمالة، مما انعكس سلبًا على الإنتاج وسرعة تسليم الطلبات.
مسعود كايا، صاحب ورشة نسيج في باغجلار، وصف الوضع الحالي بأنه “غير مسبوق”، موضحًا أن غياب العمال السوريين ترك فجوة كبيرة في ورشته. وقال كايا”عندما جئنا إلى الورشة يوم الاثنين، لاحظنا غياب العمال السوريين كنا نعتمد على ثمانية عمال لإدارة 20 آلة، والآن نحاول إتمام العمل بثلاثة أو أربعة أشخاص فقط”وأضاف أن هذا النقص أثر بشكل مباشر على القدرة الإنتاجية، مما تسبب في تأخير ملحوظ في تسليم الطلبات، وأثر ذلك سلبًا على العلاقة مع العملاء.
عمر أوز، أحد مصنّعي النسيج، أكد أن غياب العمال السوريين كشف ضعف الاعتماد على البدائل المحلية المؤهلة. وأوضح:”العمال السوريون كانوا يشكّلون أساس الإنتاج، ليس فقط بمهاراتهم الفنية ولكن أيضًا بقدرتهم على التواصل مع العملاء والمساهمة في المبيعات. الآن نواجه صعوبة كبيرة في العثور على موظفين جدد يمكنهم القيام بهذه المهام بكفاءة” وأشار أوز إلى أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى خسائر كبيرة للقطاع، خاصة مع تأخر استيفاء الطلبات الموجهة للسوقين المحلي والدولي.
أصحاب ورش النسيج وجهوا نداءً للحكومة التركية للمساعدة في إيجاد حلول عاجلة للأزمة. وأكد مسعود كايا:”نحن بحاجة إلى خطط طارئة، سواء لتوفير عمالة بديلة أو لتدريب العمال المحليين. إذا لم يتم التحرك سريعًا، فإن قطاع النسيج بأكمله معرض لخسائر فادحة”.
يُعد قطاع النسيج من ركائز الاقتصاد التركي، حيث يعتمد على شبكة واسعة من الورش الصغيرة والمتوسطة. الخبراء يحذرون من أن استمرار نقص العمالة قد يؤدي إلى إغلاق العديد من هذه الورش، مما سيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي وسلاسل التوريد العالمية المرتبطة بالإنتاج التركي.