زلزال إسطنبول يثير القلق مجددًا: تحذيرات من الخبراء حول فالق شمال الأناضول واحتمالات الزلزال الكبير
أثار الزلزال الذي وقع مؤخرًا قرب منطقة سيليفري غرب إسطنبول، وبلغت قوته 6.2 درجات على مقياس ريختر، حالة من الهلع والقلق بين السكان، لا سيما بعد أن تبع هزة أرضية سابقة بقوة 3.9 درجات. وقد سلّط عدد من أبرز خبراء الزلازل الأتراك الضوء على دلالات هذا النشاط الزلزالي ومدى ارتباطه بالزلزال الكبير المنتظر في المنطقة.
ووفقًا للخبراء، فإن الزلزال الأخير وقع على الطرف الغربي من فالق شمال الأناضول، الذي يُعد من أخطر الفوالق النشطة في تركيا، وهو الفالق نفسه الذي يتوقع أن يشهد الزلزال المدمر الذي يحذر منه العلماء منذ سنوات.
الدكتور أوكان تويسوز، أحد أبرز المتخصصين في الجيولوجيا، أوضح أن الزلزال قد يتبعه هزات ارتدادية أقل قوة، مضيفًا أن احتمال أن يكون تمهيدًا لزلزال أكبر ضعيف، لكنه قائم ولا يمكن تجاهله.
الدكتور زيادين تشاكير أشار إلى أن مركز الزلزال لا يتطابق تمامًا مع المنطقة التي يُنتظر أن يقع فيها الزلزال الكبير، لكنه أسهم في زيادة التوتر التكتوني على الفالق، ما قد يسرّع أو يفاقم احتمالات النشاط الزلزالي في المستقبل.
من جهته، أكد الدكتور رمضان دميرطاش أن الزلزال الأخير وقع في نفس الموقع الجغرافي لزلزال عام 2019، داعيًا إلى مراقبة المنطقة عن كثب وتحليل النشاط الزلزالي المتكرر فيها.
أما الدكتور مراد أوتكوتشو، فعدّ الزلزال مؤشرًا محتملاً على اقتراب الزلزال الكبير المنتظر في إسطنبول، محذرًا من أن توقيت وقوع هذا الزلزال لا يمكن التنبؤ به علميًا، وقد يحدث “في أي لحظة، سواء اليوم أو بعد ثلاثين عامًا”.
ويأتي هذا الزلزال ليعيد إلى الواجهة التساؤلات والمخاوف بشأن جاهزية إسطنبول لمواجهة زلزال محتمل بهذا الحجم، في ظل الكثافة السكانية العالية والهشاشة العمرانية في بعض الأحياء.
الخبراء يجمعون على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية عاجلة، وتعزيز وعي السكان بالإجراءات الوقائية والتأهب لحالات الطوارئ، بما في ذلك خطط الإخلاء، وتأمين الأبنية، وتحديث البنية التحتية.